المحافظون الجدد في الولايات المتحدة: تيار متجدد وتأثير مستمر

45.00 د.إ

عبده مختار موسى

التصنيف: الوسوم:

الوصف

يتناول الأكاديمي والباحث السوداني عبده مختار موسى “تيار المحافظين الجدد” في الولايات المتحدة، فيتطرق إلى تاريخهم ومواقفهم السياسية واتجاهاتهم تجاه القضايا والملفات المحلية والدولية.

في تعريفه لـــ”المحافظة السياسية” الأميركية يشير الباحث إلى تعدد التعريفات؛ “ثمة اتجاه يرى أن المحافظة الجديدة هي حركة سياسية وُلدت في الولايات المتحدة في ستينيات القرن العشرين، وسط صقور الليبراليين الذين وجدوا أنفسهم محبطين من سمة المهادنة، التي اتصفت بها السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي، وكذلك بتصاعد اليسار الجديد والثقافة المضادة في تلك الحقبة، لا سيما معارضي حرب فيتنام. وقد تساءل البعض عن المعتقدات الليبرالية على مستوى السياسة الخارجية في ما يتعلق بـ”المجتمع العظيم”. يؤمن المحافظون الجدد بضرورة تعزيز الديمقراطية والتدخل في الشؤون الدولية وفرض السلام عن طريق القوة. كما أنهم يحتقرون الشيوعية والتطرف السياسي.

يلفت الباحث إلى أن الخطوط الأساسية للمحافظة الجديدة تتجلى بأوضح صورها على خلفية منافستها المحافظتين المتمثلتين بالنزعة الليبرالية والتقليدية، حتى المحافظين المتدينين والشتراوسيين تحالفوا مع المحافظين الجدد، وساهموا أيضاً في صياغة نبض المحافظة الجديدة. هذه المقاربات الثلاث –التقليدية، الليبرالية والمحافظة الجديدة– بدأت أولاً تتخذ الشكل الذي تبنته بُعيد الحرب العالمية الثانية. غير أن لكل منها جذوراً تاريخية وفلسفية أعمق أيضاً، فالتقليديون يستلهمون إدموند بورك (Edmund Burke)، ودعاة التحرر يتطلعون إلى آدم سميث أو فريديريك هايك، والمحافظون الجدد يسترشدون بأفكار ألكسيس دو توكفيل.

يعرض موسى الانتقادات الموجهة للمحافظين الجدد، مركزاً على موقف فرانسيس فوكوياما منهم، فهو يرى أن المحافظة الجديدة أفشلت أميركا، بسبب أن قادة أميركا لم يستوعبوا بصورة صحيحة المبادئ الجوهرية التي قامت عليها هذه الفلسفة. وقد وجّه فوكوياما انتقاداً شديداً للمحافظة الجديدة في كتابه “أميركا على مفترق الطرق: الديمقراطية والسلطة وإرث المحافظين” فوكوياما في الأصل من المحافظين الجدد، لكنه يرى أن الساسة الأميركان انحرفوا عن قيم هذه الفلسفة أو شوهوها. وقال: إن أفضل وصف لسياسة أميركا الخارجية اليوم هي أنها “ولسونية واقعية”.