المظلوميّة وتشريع العنف: قراءة في حركة التوّابين

45.00 د.إ

نادر الحمّامي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

درس نادر الحمّامي -باحث تونسي، أستاذ الحضارة العربيّة والإسلاميّة في جامعة قرطاج (تونس)- خطاب المظلوميّة في السياقات الإسلاميّة المبكّرة وكيفيّة اعتماده ركنًا مهمًّا في تأسيس حركات سياسيّة- دينيّة عنيفة للخروج على السلطة المركزيّة، وذلك اعتمادًا على قراءة في حركة التوّابين، مع إمكانيّة الانتباه لاحقًا إلى أنّ هذا الأنموذج التاريخي سيتمّ استثماره باستمرار في حقب لاحقة لدى حركات سياسيّة دينيّة ذات اتّجاهات مختلفة، بل حتّى لدراسة الجماعات الهوويّة المغلقة بصورة عامّة. مرّ بداية على تعريف المظلومية، ثم تناول المظلومية في الإسلام، لينتقل بعدها إلى دراسة أنموذج حركة التوابين وسردية المظلومية التاريخية في ثلاثة أقسام: نواة السرديّة: التوبة والإحساس بالظلم، النصّ في خدمة أيديولوجيا الجماعة، والثأرُ فرضًا دينيّا مزعوماً.

حاول الباحث أن يبين جانباً من جوانب الأسس الّتي قامت عليها حركة التوّابين، باعتبارها جماعة خرجت على السلطة المركزيّة. وأقام تحليله على تفكيك تلك الجوانب، انطلاقًا من عدد من النصوص الكاشفة عمّا اعتبره سرديّة تاريخيّة، مفترضاً أنّ حركة التوّابين، كغيرها من الحركات الّتي تسمّى حديثًا حركاتٍ انفصاليّة عنيفة، تصنع سرديّة تاريخيّة خاصّة، تميّزها عن بقيّة الجماعات، وبحثًا عن الشرعيّة الاجتماعيّة، استنادًا إلى شرعيّة هوويّة سواء كانت دينيّة أو غيرها.

يتنبه الباحث إلى أنّ حركة التوّابين، وما شابهها من حركات تاريخيّة أخرى، وإن من توجّهات مختلفة، لم تبق في سياقاتها التاريخيّة المخصوصة، فالملاحَظ أنّها أصبحت أنموذجًا لحركات وتيّارات سياسيّة ودينيّة حديثة ومعاصرة، ممّا يمَكِّن من النظر في تمثّلات حركة التوّابين والتشريع للعنف في أزمنة وتوجّهات مختلفة. ويرى أن اللافت للنظر أنّ تلك التمثّلات لهذه الحركة لم تكن من جانب الحركات الشيعيّة وحدها، بل تجاوزتها حتّى إلى حركات أخرى مختلفة مذهبيًّا وتاريخيًّا، وحسبنا الإشارة -هنا- إلى مقال لأحد رموز الإسلام السياسي، والّذي يعتبر مرجعًا بالنسبة لتنظيم القاعدة: هاني السباعي، حول التوّابين، وقد مجّد فيه الحركة بشكل لافت للنظر. فبعد إخراج التوّابين من المعنى المتداول للشيعة يقول في بداية مقاله: «فأمير هذه الجماعة صحابيّ اسمه سليمان بن صرد، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وآل بيته، وإنّ التوّابين ليس لهم صلة بشيعة هذا الزمان».