النسوية الأفريقية: نقد الدراسات الكولونيالية ودور الكنيسة

45.00 د.إ

نوال العلي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

 

قدّمت نوال العلي -باحثة ومترجمة أردنية- أبرز الكتابات النسوية التي أنتجتها المرأة الأفريقية في ما يخص تاريخ الحملات التبشيرية في القارة السوداء، وتأثيرها في مسألة الجندر والأدوار الاجتماعية. كما تستعرض موقف اللاهوتيات الأفريقيات من الكنيسة اليوم، والكولونيالية وعلاقتها بالتغيرات الاجتماعية التي حدثت للمرأة الأفريقية، وتتناول العلاقة بين أعباء وتصورات المرأة البيضاء وموقف النسوية الأفريقية منها.

قدمت الباحثة مقتطفات مترجمة من دراسات متنوعة؛ لم تنقل إلى العربية من قبل، في ظل غياب الاهتمام بتجربة «النسوية الأفريقية» (African Feminism)، على الرغم من أنها أقرب إلى ما تعيشه المرأة في الثقافة العربية عموماً من النسوية الغربية. لكن وبطبيعة حال دراسات التابع (Subaltern Studies)، التفتت الدراسات والترجمات العربية واعتنت بنتاج النسويات الأوروبيات والأميركيات أكثر بكثير مما فعلت مع نتاج المرأة الأفريقية، الأمر الذي حاولت الدراسة أن تقف على أبرز التجارب فيه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التجربة النسوية الأفريقية السوداء -في حد ذاتها- متنوعة في جغرافيتها وتوجهاتها، ولا تخلو من النقد ونقد النقد والمواجهات الداخلية فيها.

درست الباحثة تاريخ الحملات التبشيرية وحياة المرأة الأفريقية، والجندر والكنيسة في أفريقيا من منظور لاهوتي، والكولونيالية والنسوية الأفريقية، كما تناولت النسوية الأفريقية في مرآة النسوية البيضاء.

خلصت العلي إلى أن الدراسات النسوية الأفريقية، تلفت إلى وجود أزمة عميقة في الهوية الأفريقية اليوم، مما يقتضي تفكيك «الكولونيالية النسوية»، وإعادة قراءة تاريخ المرأة الأفريقية ما قبل حقبة الاستعمار. ترى النسوية الأفريقية أن الاختلافات بين الجنسين في مجتمعات ما قبل الاستعمار، كانت أكثر تعقيداً، ولم تكن مبنية على علم الأحياء والحتمية البيولوجية التي جلبها الاستعمار معه وروجت لها الإرساليات التبشيرية. ولم يكن النظام الأبوي، المنظومة السياسية والاجتماعية الرئيسة في القارة، وكان هناك العديد من المجتمعات الأمومية، حيث شغلت المرأة أدوارًا مهمة وشكلت توازن المجتمع الأفريقي.

تطورت في العقود الأخيرة، أطروحات الحركة النسوية الأفريقية، المقاومة للهيمنة الثقافية التي قدمتها النسوية البيضاء، الساعية إلى إسقاط مفاهيم المجتمعات الغربية على الفضاءات الأفريقية. وطالبت بتقديم نماذج نسوية تبني أفكارها ضمن منظور ثقافي أفريقي يأخذ بالاعتبار تاريخ أفريقيا وتنوعها الإثني والاجتماعي.

في الختام، ترى الباحثة أن المذاهب النسوية الأفريقية اليوم تقف أمام تحديات عدة، لها علاقة بالجغرافيا الثقافية وتنوع مجالاتها، مما يتطلب بناء سرديات أصيلة والتأسيس لأصوات بديلة قادرة على تجاوز المتخيل «الغربي»؛ وهو مسعى معرفي بدأ مع الدراسات النسوية ما بعد الكولونيالية (Postcolonial feminism) الناشطة منذ أواخر سبعينيات القرن المنصرم.