«النظرية السياسية الرابعة» والعالم الإسلامي.. الهيمنة الليبرالية والصوفية السياسية

45.00 د.إ

ألكسندر دوغين

التصنيف: الوسوم:

الوصف

عرض ألكسندر دوغين، -كاتب وباحث وفيلسوف روسي، مؤسس الحركة الأوراسية- لنظريته حول “النظرية السياسية الرابعة” وعلاقتها مع العالم الإسلامي.

ولدت النظرية السياسية الرابعة -حسب تعريفه- نتيجة إدراك عمق القصور الذي تعانيه أيديولوجيات مذهب الحداثة السياسية في حل المهام الأكثر أساسيةً، الماثلة اليوم أمام شتى المجتمعات البشرية، وفي المقام الأول المجتمعات غير الغربية (الشرقية، الأوراسية، الأفريقية… إلخ)، بل والمجتمعات الغربية التي باتت، هي الأخرى، ضحية النماذج العلمو- سياسية المصطنعة.

يرى دوغين أن النظرية السياسية الرابعة تكتسي أهمية خاصة جراء «أزمة الليبرالية» التي تزداد جلاء، علماً أن «هذه الليبرالية» غدت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أيديولوجيا عالمية بديلة، تدعي حق الاحتكار المطلق في هذا الميدان، ولا تسمح بأية بدائل أخرى. بعد معارك القرن العشرين الأيديولوجية التي أسفرت عن انتصار الديمقراطية الليبرالية، و«الرأسمالية الأنغلوسكسونية»، على الخصوم الأيديولوجيين، أي على الفاشية والنازية أولاً، ثم على الشيوعية، صارت الليبرالية تُحسب فلسفةً سياسية أثبتت حقها بتحديد صيغة معيارية للتفكير السياسي يؤثر على صعيد البشرية جمعاء. وفي سياق العولمة، بدءًا من تسعينيات القرن الماضي، بات يُنظر للعالم كله، لا للغرب وحسب، كمساحة واحدة، انتصرت فيها الأيديولوجيا الليبرالية انتصاراً تاماً، فغدت السائدة، والحاكمة، والوحيدة، التي ترسم منظومة القيم، والمؤسسات السياسية، والممارسة الاقتصادية. ومنذ ذلك الحين أصبحت الديمقراطية البرلمانية العلمانية الصيغةَ الشرعية الوحيدة للتنظيم السياسي؛ وغدت رأسماليةُ السوق الحر النموذجَ الاقتصادي الأوحد؛ وصارت نظريةُ حقوق الإنسان -بغض النظر عن القومية والدين والجنس- الأيديولوجيا الوحيدة؛ وبات التقدم التقني، والكوسموبوليتية، والفردية، المنظومةَ الوحيدة للقيم.

ينتقل دوغين إلى موضوع عن إمكانية أن تتناسب «النظرية السياسية الرابعة» مع مصر ومركزها الديني (الأزهر)، وعلى نطاق أوسع، مع التيارات الإسلامية المحافظة. يقول: هنا ينبغي التحفظ فوراً، فالإسلام المحافظ (السني بالدرجة الأولى)، مع كل تنوع تياراته وصيغه، ومقارنةً بمرحلة «الحرب الباردة»، قد غيَّر نوعيا دوره الجيوسياسي والأيديولوجي في العقود الأخيرة، أي في مرحلة العولمة ومحاولات إقامة ديكتاتورية ليبرالية على صعيد الكوكب.