برامج تدريب الأئمة في هولندا: تنوع تاريخي واتجاهات معاصرة وآفاق مستقبلية

45.00 د.إ

ويلموت بويندر

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قدّمت ويلموت بويندر (Welmoet Boender) -باحثة وأكاديمية، أستاذ كرسي الدراسات الإسلامية والدينية في «كلية الدين واللاهوت»، بجامعة فرييه (Vrije Universiteit)، أمستردام- في هذه الدراسة، نظرة عامة عن المبادرات السارية والمنقطعة التي أُطلقت حديثًا في برامج تدريب الأئمة في هولندا. إذ بدا واضحًا أن كل شكل من التعليم يسير بالتوازي مع توقّعات معينة، ويملك تركيبًا مختلفًا استنادًا إلى من يتولون شأنه، وكذلك فإنه يتوافق مع التركيب المتنوع للمسلمين في هولندا. بالإضافة إلى الاهتمام بالتدريب المتعلق بأئمة المساجد، تلاحظ دراستها أيضًا نموًا سريعًا لأهمية تدريب مهنيين (ذكورًا أو إناثًا) ممن يستطيعون أيضًا، أو خصوصًا، العمل خارج المسجد.

تقدم دراستها أولًا مخططًا عن الأفكار التي أُعطيَتْ في البداية، عن تدريب الأئمة مِنْ قِبَل الحكومة والمنظمات الإسلامية في هولندا. بعدها، تظهِر وجود أربعة أنواع من التدريب مثّلتها مبادرات خاصة مِنْ: المنظمات المسلمة، والتدريب المُمَوّل من مؤسّسات عامة، إضافة إلى ذلك المقَدَّم من مانحين أجانب، وكذلك البرامج الإضافية في التمرّس المهني المحترف. ويعرض أمثلة على كل نوعٍ منها. بينما تركّز بعض تلك البرامج على تدريب أئمة المساجد بصورة محددة، أعطي التدريب أيضًا حقولاً مهنية أكثر اتساعًا بإمكانها أن تمارس خارج المسجد. بالتالي، يتناسب هذا التطوّر بصورة نموذجية مع سياق تحرر مجتمعات مسلمة متنوعة ومتخالطة في هولندا؛ إذ لا يحتاج مسلمو هولندا إلى مجرد أئمة مساجد يحوزون تدريبًا جيّدًا، بل يحتاجون أيضاً إلى متمرسين محترفين في المهن الدينية على غرار المستشارين الروحيين في المستشفيات والسجون ودور رعاية كبار السن، والأساتذة والمربين في (مساجد) المدارس، إضافة إلى مستشارين يقدمون استشارات إلى شركات وجمعيات أهلية غير حكومية. وأنه من بين مروحة واسعة من مناهج تدريب الأئمة وإعدادهم في هولندا، من المستطاع استخلاص أن مختلف الأطراف المعنية تعطي أهمية كبرى للتدريب، الذي يتضمن إعدادًا دقيقًا للنهوض بمهمات الإمامة في المسجد والمجتمع الهولندي. ثمة منشآت متنوعة ولديها مجموعات مستهدفة مختلفة، ومقررات دراسية متنوعة كذلك. قدمت هذه الدراسة مساهمة مفادها أنه «لا يوجد حجم واحد يناسب الجميع» بالنسبة لنماذج التعليم في هولندا، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود حاجات متباينة في المجتمع المسلم المتنوّع في هولندا. كذلك تبدّى بوضوح أن المهن التي يجب أن تكون ذات دلالة في برامج التدريب الهولندية، تذهب إلى أبعد من المسجد وحده. إذ تتزايد الحاجة إلى مهنيين دينيين محترفين يستطيعون العمل خارج المساجد أيضًا.