الوصف
تتناول دراسة جان –جاك تيبون -أستاذ في “علم دراسة الإسلام” في “المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية” بفرنسا- وفرانسيسكو شيابوتي – محاضر في “علم دراسة الإسلام” بقسم الدراسات العربية في “المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية”- “علم دراسة الإسلام” (L’islamologie) بوصفه فرعًا معرفيًا وأكاديميًا في الجامعات والمعاهد الفرنسية، وتضيء على السجالات التاريخية والمعاصرة حول جدوى وأهمية تخصيص أقسام جامعية في هذا الحقل المعرفي.
تلفت الدراسة إلى أن تدريس الإسلام في فرنسا اتخذ بدءًا من عام 2016، زخمًا مختلفًا، أكاديميًا ورسميًا، إثر الأحداث الإرهابية الدامية التي تعرضت لها باريس عام 2015. فبرزت أهمية تدريس الإسلام في حقول متعددة التخصصات لبناء “إسلام فرنسي” -على الرغم من صعوبة تدخل الدولة العلمانية في ذلك- تدعمه المؤسسات الجامعية أولًا، ومراكز تكوين الأئمة ثانيًا، على اعتبار أن بعض هؤلاء لم يواجهوا مجتمعات متعددة الثقافات ومتعددة الطوائف إلا على نحو هامشي.
يخلص الباحثان إلى أن التكوين المذهبي والتدريب الجامعي مجالان معزولان تقريبًا عن بعضهما. فممثلو المؤسسات القيمين عليها، كل منهم غيور على صلاحياته، ويرتابون من بعضهم أو ببساطة يتجاهل بعضهم بعضاً. وينظر علماء الدين إلى المشتغلين في “علم دراسة الإسلام” على أنهم مستعمرون جدد، ويهدفون، من خلال معرفتهم، إلى نزع صفة القداسة عن النصوص المؤسسة للإسلام، وبالتالي الحط من قدر معتقدات المسلمين. ويرى الأكاديميون -بدورهم- أن رجال الدين هؤلاء هم بمثابة حراس خطاب جامد، يقاومون التقدم والتغيير، ويسعون للحفاظ على سيطرتهم على النفوس فحسب. ومع ذلك، سيكون من الضروري أن تنفتح مساحات الحوار بين حاملي المعرفة الأكاديمية وأولئك القيمين على الخطاب الفقهي. هذا يحصل، وهذا هو الحال بالفعل جزئياً، من خلال الأجيال الشابة التي تمكنت من الوصول إلى هاتين المقاربتين، والتي يجب أن تتعلم التوفيق بين الإيمان والعلم.