برامج دراسة الإسلام في جامعات الأرجنتين

45.00 د.إ

دانيال ألبرتو عيوش

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تتناول دراسة دانيال ألبرتو عيوش -أستاذ العهد الجديد بجامعة البلمند في لبنان- الجالية المسلمة المحلية في الأرجنتين بأولوياتها ومساهمتها التعليمية. ويقدم شرحًا حول دراسات الإسلام والعالم العربي في نظام التعليم العالي الأرجنتيني، الذي يطرح سياقاً تعدديًّا -إلى حدٍّ ما- يهدف إلى دمج الديانات والثقافات الأخرى في المجتمع الأرجنتيني. أخيراً، تستخلص الدراسة بعض الاستنتاجات في ضوء مستقبل هذا المجال.

يلفت الباحث إلى أن الثقافة العربية الأندلسية دخلت إلى أميركا اللاتينية، وأنتجت مزيجاً غريباً بالتفاعل مع العناصر المحلية الأهلية، منذ اكتشاف قارة أميركا نهاية القرن الخامس عشر. يُدرك هذا التفاعل عبر القرون، في الثقافة المُعبّر عنها في العادات المحلية والأدب والفنون، وفي الدين الإسلامي ولكن بقدر أقلّ. وأن الدراسات عن الطريق الثقافي للمسلمين الذين بقوا في إسبانيا بعد حروب الاسترداد في مناطق الأنديز والبحر الكاريبي، ويقل تواترها في منطقة نهر لا بلاتا، لانخفاض حدوثها تاريخيًّا، وذلك سبب يوضح لماذا لا يزال أمامها طريق طويل. لكن الدراسات عن الإسلام والعالم العربي عاودت الظهور بقوة في النصف الثاني من القرن الماضي، وتعد باستمرار التطوّر في المستقبل القريب.

يخلص الباحث إلى أن الدراسات الإسلامية تكتسب أهمية بسرعة كبيرة في الجامعات الأرجنتينية، لا سيّما في إطار البحث والتعليم في مجالات الديانات الشرقية والإبراهيمية. فثمة تركيز خاص على معالجة ظاهرة الإسلام الثقافية والاجتماعية بدلاً من تحليل عقيدته وممارساته بين المؤمنين. ويُحتفظ بمكانة خاصة للإسلام في الأندلس لإسهاماته في الثقافة الإسبانية الموروثة في أميركا اللاتينية. وأنه لا تستطيع الجالية الإسلامية الأرجنتينية المساهمة حتى الآن في مجتمع العلماء بالبرامج والمتخصصين باستثناء بعض أنشطة التواصل. وتستهدف أغراض ونتائج التعلّم الخاصة ببرامج التعليم والبحث في المقام الأول الجسم الطالبي العريض المهتمّ بالإسلام والعالم العربي من مجموعة متنوّعة من الاختصاصات مثل: الأدب والفلسفة والسياسة والدبلوماسية والأعمال. وغالبًا ما يُختصر تعقيد الثقافات والمذاهب في العالم العربي الإسلامي في هذه المقرّرات التمهيدية التي لا تقدّم سوى عرض عامٍّ للمسألة. ويمكن أيضًا الوصول إلى التقاليد الإسلامية للمغرب أو الجزائر بسهولة من منظور أميركي لاتيني، بسبب تفاعلهما التاريخي المكثّف مع الثقافتين الفرنسية والإسبانية، خصوصًا إذا قورنتا بتقاليد أخرى مثل العالم الإسلامي في أفغانستان وإندونيسيا. أما الأرجنتينيون ذوو الجذور المشرقية الشامية، فإن أقرب ثقافة إسلامية لهم تأتي من منطقة سوريا ولبنان وفلسطين. وينتج ثراء التقاليد الإسلامية في جميع أنحاء العالم تحدّيات كبيرة لتصميم البرامج الجامعية التي يجب أن تحدّد الأهداف ونتائج التعلّم بوضوح. مشيرًا إلى أن دراسة الإسلام في الأرجنتين ظلّت فاعلة منذ أكثر من نصف قرن، وتحمل في طياتها إرث الجامعات الأوروبية، لا سيّما الإسبانية التي أنتجت مكتبة واسعة من المصادر والدراسات في هذا الصدد. ولا يزال هناك كثير مما يتعيّن القيام به فيما يتعلق بإنشاء برامج متخصّصة تنشر معرفة جيدة عن اللغة العربية، وتشجّع على إنتاج مدخلات بحثية أصلية.