برامج نزع الراديكالية أو مكافحتها في الهند

45.00 د.إ

أنوراغ شارما

التصنيف: الوسوم:

الوصف

سلّطت دراسة الباحث المشارك في «مؤسسة فيفيكانادا الدولية» (Vivekananda International Foundation) بالهند، أنوراغ شارما (Anurag Sharma)، الضوء على ظاهرة التطرّف الإسلاموي وميّزت بين مكافحة الراديكالية ونزع التطرّف بوصفه تدبيراً لمكافحة التطرّف. يعرض البحث دراسات حالة في الهند ودور الإنترنت في التطرّف ونزع التطرف.

يرى الباحث أن عملية الردكلة أو التشدد تنطوي على نوع من فك الارتباط بالمعايير الأخلاقية السائدة -وهو إجراء نفسي متعدّد الخطوات يسلكه أعضاء الجماعات الإرهابية في الغالب. فالفرد يمكن أن يصبح راديكالياً عن طريق تفاعلات متعدّدة وفي مناسبات مختلفة، مثل التفاعل مع دعاة التجنيد أو التعاطف مع أيديولوجية جماعة إرهابية، وغالباً ما يقترن ذلك بعوامل تحفيزية شخصية مثل الإحساس بالمغامرة أو الاعتقاد بوجوب فعل شيء للأمّة (Ummah ) أو المجتمع، وتأثير الأسرة أو الأصدقاء أو أفراد المجتمع الديني. لكن برغم كل هذه العوامل، فإن “السبب الجذري” الحقيقي للإرهاب والتطرّف يكمن في عقلية الفرد، لذا لا بدّ من دراسة النواحي العاطفية والفكرية للتطرّف.

يشير الباحث إلى أن انتشار عكس أدلجة التطرف (De-Radicalisation) قليل جداً في السياق الهندي، وقد يكون سبب ذلك عدم وجود دليل -إحصائي متحصّل عليه بالتجربة والرصد العلمي- يثبت نجاح أي عملية لنزع التشدد من إرهابي؛ سبق أن تمت أدلجته وردلكته. مضيفًا أنه يظل هناك شكّ في ما إذا كان تطرّف المشاركين قد نُزع بأكمله، وهل تستمر أجهزة إنفاذ القانون في مراقبتهم.

يرى الباحث أن معالجة التهديد، أو مَواطن الضعف، هي الخطوة الأولى التي يمكن فرضها لكي تكون استراتيجية مكافحة الراديكالية ونزع الراديكالية فعّالة. فغالباً ما يقال: إنه لا يمكن اعتبار التشدد التطرفي (Radicalization) ظاهرة خطيرة إذا لم يؤدِّ إلى فعل عنيف. متناولا مسألة الحاجة إلى رواية مضادّة، يمثّلها الإسلام التقليدي المعتدل في الهند.

يختتم الباحث دراسته بالإشارة إلى أنه ربما تستمرّ الهند في مواجهة تحدّي الراديكالية والجهادوية المؤدية إلى الإرهاب، لأن هذا التهديد يحظى بدعم جارة الهند في الغرب، أي باكستان. وتتمتّع الجماعات الجهادوية أو المتطرّفة في باكستان بملاذات آمنة، إلى جانب عوامل التهديد الخارجية، فإن موجة التطرّف القوية والمدارس الإسلامية المحلية (المتطرّفة) أو المدارس الدينية المتورّطة في نشر التفسير الخاطئ للدين الإسلامي في جميع أنحاء البلاد، تشكّل قضايا مثيرة لقلق بالغ للأمن الوطني الهندي وسلامته.