تأثير أعمال أحمد بن مصطفى العلاوي على مبادرات السلم الجزائرية

45.00 د.إ

منتصر حمادة

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تقصى الباحث المغربي المتخصص في الحركات الإسلامية “منتصر حمادة” في دراسته الأسباب المتشعبة وراء استعانة السلطات الجزائرية بالتراث الديني الصوفي؛ وتحديداً أدبيات رجل الدين أحمد بن مصطفى العلاوي (1869-1934)، على هامش الترويج لمشروع المصالحة الوطنية، بُعيد مرحلة الحرب الأهلية التي مرت بها الجزائر في العقد الأخير من القرن الماضي. ومع أن تلك الأدبيات كانت من أسباب تبني مبادرة صادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ خلال ديسمبر (كانون الأول) 2017، في سياق إعلان يوم 16 مايو (أيار) من كل سنة “يوماً عالمياً للعيش معاً بسلام”، ركزت الدراسة على التأثير المحلي للأدبيات نفسها، على مشروع السلم في الجزائر.

يشير الباحث إلى أنه خلال الاشتغال على التأثير الإيجابي لأعمال الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي على مبادرات السلم الجزائرية، عزز المسؤولون “ميثاق السلم والمصالحة الوطنية” بالتدين التقليدي على اعتبار أن هذا المشروع كان موزعاً على جبهات عدة، حقوقية وسياسية واجتماعية وغيرها. كما يوضح أن الأدبيات التراثية الصوفية بالتحديد، تعرضت في حقبة زمنية طويلة خلال العصر الحديث، خصوصاً في حقبة ما بعد الاستقلال، للتهميش والحصار، بما ساهم في صعود المعضلة الإسلاموية التي اتضحت معالمها في جبهات سياسية مع عدة أحزاب سياسية إسلاموية، أو في جبهات جهادية، كانت سبباً مباشراً ضمن أسباب أخرى، وراء الحرب الأهلية الجزائرية التي اصطلح عليها عالمياً بالعشرية الدموية. لافتًا إلى أنه صحيح قد غابت أسئلة عدة في سياق الاشتغال على أسباب العودة الرسمية والشعبية للتصوف في الجزائر؛ إضافة إلى وجود ممانعة دينية وبحثية تجاه التصوف، خطاباً وممارسةً، إلا أن هذه العودة المتأخرة للتصوف، ساهمت في إضفاء الشرعية على مبادرة السلم سالفة الذكر، كما ساهمت في رد الاعتبار لمكون تراثي إسلامي، لم يعرف عنه إجمالاً التورط في فتن وصراعات، لأنه يراهن على قضايا إصلاح الذات على الصعيد الفردي والمحلي، وقضايا المشترك الإنساني على الصعيد الإقليمي والدولي، وهذا أحد أهم أسباب العودة الجزائرية المتأخرة لأعمال الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي.