تأثير النازية في تنظيم الإخوان المسلمين وفكرهم

45.00 د.إ

توماسو فيرجيلي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

درس الباحث الإيطالي “توماسو فيرجيلي”، فرضية ما إذا كان الإخوان أصدقاء أم أعداء في مكافحة التطرف، فتناول أثر الجوهر المشترك للأيديولوجيات الشمولية، وقدم مقارنة أيديولوجية «الإخوان المسلمون» بالماركسية والفاشية والنازية، موضحًا السمات التي تشترك بها، على الرغم من الاختلافات الواضحة فيما بينها، في مبادئ حاسمة وطوباوية شمولية متماثلة تتعارض تعارضاً تاماً مع القيم الديمقراطية الليبرالية.

يعرج الباحث على مفهوم الديمقراطية وأثره في تجارب الإسلامويين، ويعرض تجربة حماس في فلسطين، والعدالة والتنمية في تركيا، وتجربة الإخوان في مصر، ثم تجربة حركة النهضة في تونس. ويرسم خريطة العنف المتأثر بمفهوم الجهاد، فهو يرى أنه لا يمكن اعتبار أي مجموعة أو فرد تتعارض أجندته مع القيم الديمقراطية الليبرالية، بغض النظر عن الوسائل المستخدمة، حليفاً في مكافحة التطرّف. وهذا يعني مراقبة تلك الجماعات عن كثب، ومنع تمكينها أو إضفاء الشرعية عليها. أما محاولة استمالة الإسلامويين في الحرب على التطرف، أو محاولة استرضائهم في طلباتهم، فستكون مماثلة لاستمالة النازيين غير العنيفين أو استرضائهم بوصفهم حلاً لتطرّف أقصى اليمين. فلا يمكن محاربة أيديولوجية راديكالية باستخدام شكل أكثر اعتدالاً من النوع نفسه، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة انتشارها. كما أن الأيديولوجية الشمولية، كما أظهر التاريخ بقسوة، تعتبر الاسترضاء انتصاراً أولاً وإشارة إلى ضعف الطرف المقابل. ولا يؤدّي ذلك إلا إلى تقوية إرادة الراديكاليين ودفعهم إلى المطالبة بالمزيد.

ويخلص الباحث إلى أن رفض الإسلام السياسي والإسلامويين لا يعني رفض الإسلام والمسلمين، محذراً من الوقوع في الفخ التكفيري الذي نصبه الإخوان المسلمون، الذين يصوّرون أنفسهم بأنهم المبعوثون الوحيدون الحقيقيون للإسلام، ومن ثم فإن كل من ينتقدهم «كارهون للإسلام». وأنه يجب أن تتبع معايير التمييز بين الإسلاميين والمسلمين غير الإسلاميين بشكل طبيعي: الرفض غير المشروط للإرهاب، بغض النظر عن الدولة والغرض؛ قبول أفضلية قانون الدولة؛ والاعتراف بالمساواة الكاملة بين المسلمين وغير المسلمين والرجال والنساء؛ واحترام كل الخيارات الروحية.