الوصف
يرى وائل صالح الباحث المصري المتخصص في الحركات الإسلاموية، أن العلاقات التركية- الروسية مرت بالكثير من العداوات ولكنها عرفت في بعض الأحيان تحالفات كانت ضرورية. وإلى وقت قريب، كان يبدو أن الدولتين تقعان على طرفي نقيض حيال جل المسائل –تقريباً- في جوارهما المشترك، وكذا بدا الأمر في بنية التحالفات المحلية والإقليمية التي اعتمدتها الدولتان. وكانت طموحات روسيا الجيوسياسية، خصوصاً حيال شرقي المتوسط، من أهم العوامل الأساسية التي دفعت تركيا إلى العمل على الانخراط في تحالفات غربية متنوعة . وتمر العلاقات بين الدولتين منذ 2016 بتحالف مدهش، حير الكثير من الباحثين.
إن علاقة روسيا بتركيا، بعد تصالح إسقاط الطائرة الروسية عام 2015، وفشل ما يسمى المحاولة الانقلابية، تحتاج إلى بحوث متعمقة، ليتبين ما المدى الذي وصلت إليه، فهل وصلت لمرحلة التحالف؟ وما المكاسب الجيوسياسية والاستراتيجية للتحالف، وما الأسس الفلسفية القائمة عليه، وما مدى متانته، وإلى متى سيصمد، وما تداعياته على العالم العربي؟ هل هو تحالف بين روسيا وتركيا فقط، أم يمتد ليكون تحالفاً بين الأوراسية والإسلاموية؟ سعى صالح للإجابة عن هذه التساؤﻻﺕ، التي من شأنها أن تسد جزءاً من الفراغ في الدراسات العربية حول هذا الموضوع الهام والحيوي، الذي من الممكن أن يحدد شكل الإقليم والعالم في العقود القادمة.
أشار صالح إلى المخاطر والخطأ الاستراتيجي الناجم عن التحالفات المحتملة بين المشروع الأوراسي والإسلام السياسي، لا سيما أن منظري النظرية السياسية الرابعة يتجهون إلى بناء تحالفات مع الحركات والتنظيمات الإسلاموية، وهذا الرهان السياسي –حسب الباحث- خطير، لأن هؤلاء المنظرين وعلى رأسهم دوغين لا يدركون خطورتها على النسيج المجتمعي والدولة والدين.
يرى الباحث أنه “في كلام دوغين حول الإسلام السياسي الكثير والكثير من التعميم من جانب، وعدم الإلمام ببعض القضايا الأساسية المتعلقة بتناقضات ظاهرة الإسلام السياسي وتاريخه. كما أن الأوراسية على صعيد الدبلوماسية العملية، ظاهرة لا تزال في حاجة إلى المزيد من النضج السياسي والمأسسة”.