الوصف
سلطت دراسة الباحثة اليمنية وحدة الشاعري الضوء على التحديات التي تحول دون التنفيذ الأمثل لعملية إدماج الجماعات المسلحة في اليمن بعد الصراع؛ وتقرأ أبرز نصوص اتفاقيات السلام اليمنية التي عالجت عملية الإدماج، ومسارات المطالبة بإعادة الإدماج بعد إعلان نقل السلطة في أبريل (نيسان) 2022، وأخيراً التحديات التي تواجهها عملية الإدماج في اليمن.
تلفت الباحثة إلى أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن وآليتها التنفيذية تُعد إحدى الأسس التي تحظى بقبول الأطراف اليمنية كافة، وقد أرست الآلية التنفيذية للمبادرة نقاطاً عدة هامة حول تحقيق الأمن في اليمن، يمكن الاستفادة من الأسس التي جاءت بها الآلية التنفيذية بعد انتهاء الصراع في اليمن، خصوصًا فيما يتعلق بمنهجية الإدماج التي ذكرتها الآلية للأفراد الذين هم في حاجة إلى تأهيل يتناسب مع شروط الخدمة في الجيش الوطني والمؤسسات الأمنية الحكومية، تحت قيادة “نظامية وموحدة” في إطار سيادة القانون.
تخلص الباحثة إلى أن اليمنيين يعولون على نجاح عملية الإدماج وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية؛ بالرغم من أن تاريخ الجيش اليمني في الشمال والجنوب مليء بالانقسامات والولاءات المتناقضة والصراعات الداخلية. كما يمثل إدماج الجماعات المسلحة في اليمن في كيان وطني موحد، إنهاءً لمراحل من المواجهات والصراعات التي شهدتها الساحة اليمنية، وبداية لحقبة جديدة يكون فيها الجيش اليمني حامياً للأراضي اليمنية بهوية وطنية يمنية يلتف حولها كافة أبناء اليمن. كما في إطار عملية الإدماج للجماعات المسلحة اليمنية، يمكن استنساخ بعض التجارب السابقة للدول التي عانت من نزاعات مسلحة وتمكنت من التوصل إلى تسوية، على إثرها تم دمج الجماعات المسلحة في الجيش الوطني للاستفادة منها، مثل تجربة كولومبيا أو تجربة رواندا.