تحدّيات إعادة إدماج المقاتلين الأوروبيين العائدين من سوريا

45.00 د.إ

إيدو ليفي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قيّمت دراسة إيدو ليفي (Ido Levy) -باحث وخبير أميركي وزميل مشارك في مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بواشنطن- التحدّيات التي تواجه الدول الغربية المرتبطة بإعادة المقاتلين الأجانب في التنظيمات الإرهابية،، وتحديدًا إعادة الأفراد المرتبطين بداعش من سوريا إلى أوطانهم، وركّزت على عيّنة في مخيّم الهول بسوريا، ووقفت على تباين استجابة الدول الغربية لهذه المشكلة؛ ملاحظةً تخلّف مفاهيم إعادة الإدماج وفك الارتباط عن التجارب الحيّة، مما يعيق تنفيذ مبادرات إعادة المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم ومجتمعاتهم الأصلية. قسّمت الدارسة إلى خمسة أقسام: أولًا: مشكلة إعادة المقاتلين الأجانب، ثانيًا: تباين موقف أميركا وأستراليا، ثالثًا: معضلة إعادة الإدماج، رابعًا: أخذ الأيديولوجيا على محمل الجدّ، خامسًا: من الرواية المضادّة إلى الرواية البديلة.

بيّنت الدراسة أن الدول الغربية عمومًا متردّدة في استعادة مواطنيها، باستثناء الولايات المتحدة ودول غرب البلقان. ساهم في هذا التردّد معارضة عامّة الناس للإعادة إلى الوطن، والافتقار إلى الآليات القانونية للمحاكمة، والتشديد على التهديد الأمني المحتمل للعائدين، بالإضافة إلى عدم رغبة بعض المقيمين في مخيّم الهول في العودة إلى وطنهم. كما أن هناك نقصًا في البنية التحتية لإعادة إدماج العائدين. ومع أن بعض الدول الغربية التي كانت تعارض في البداية الإعادة إلى الوطن بدأت أخيرًا في إعادة مواطنيها (بعضها أكثر من بعضها الآخر)، فقد أخفق تعديل سياستها في إحداث خفض كبير في عدد الأجانب المرتبطين بداعش في المخيّمات السورية.

ركّز الباحث على أوجه القصور المحتملة في فهم الأيديولوجيا وقياس الالتزام المستمر بالنزعة الإرهابية. وبيّن -على وجه الخصوص- خطأ الاستخدام الافتراضي للتديّن لتقييم الالتزام. وقدّم تحليلًا موجزًا لكيفية التركيز على ثلاثة جوانب لأيديولوجية داعش، يمكن أن تُنتج مقياسًا أكثر دقّة للالتزام -الاعتقاد بقرب نهاية العالم، والجهاد العنيف بوصفه تكليفًا فرديًا، والخلافة بوصفها الشكل الوحيد للحكم. وفي وسع الباحثين والممارسين الآخرين استخدام ذلك بمثابة إطار لتطوير لغة مشتركة بشأن دراسة الأيديولوجيا في سياق إعادة الإدماج.

خلص الباحث إلى أن إعادة الإدماج لا تزال من العقبات الرئيسة التي تواجه تلك الدول الغربية. وقد شهد الاهتمام بإعادة التأهيل ونزع التطرّف ارتفاعًا كبيرًا، مع أن جهود الحكومات كانت فاترة، تولّت جهات فاعلة في المجتمع المدني القسم الأكبر، من هذا النشاط، بموارد محدودة. لكن ندرة مساعي التقييم جعلت تحديد الاستراتيجيات الناجحة لإعادة الإدماج أمرًا صعبًا للغاية.