تعزيز المواطَنة بين الإعلام التقليدي والمنصات الرقمية

45.00 د.إ

محمد أحمد أبو الرب

التصنيف: الوسوم:

الوصف

بحث محمد أحمد أبو الرب -أكاديمي وباحث فلسطيني، أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة بيرزيت بفلسطين- في دراسته في مفهوم المواطنة ودور وسائل الإعلام ومسؤوليتها في تعزيز خطابات المواطنة، وكل ما يؤدي إليها عبر مضامين تراعي المسؤولية الاجتماعية والمساواة وحرية الاختلاف، والابتعاد عن خطاب الكراهية أو التمييز على أساس الجنس والعرق والدين وغيرها. كما ركّز على دور وسائل التواصل الاجتماعي في المساهمة في خطاب الكراهية أو مواجهته، وإمكانيات تعزيز خطابات المواطنة في هذا الفضاء الرقمي، وتحولات التنظير العالمي نحو قيم المواطنة العالمية بدلا من المواطنة المحلية. وأخيراً، يتوقف عند تجارب بعض الدول في التنظيم الذاتي للإعلام، ومتطلبات مواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز خطابات المواطنة بكل حمولاتها وسياقاتها.

سعت الدراسة إلى تقديم مقاربة نقدية لعلاقة المؤسسات الإعلامية بقيم وتجليات مفهوم المواطنة وممارساتها الإعلامية، ومن ذلك مثلاً: تبني الكثير من وسائل الإعلام لشعارات حرية الرأي والتعبير والموضوعية والمسؤولية الاجتماعية، في مقابل الممارسات والمضامين الفعلية المنتجة. كما تطرح الدراسة إشكاليات عدة: إلى أي حد تلعب وسائل الإعلام دورًا في تعزيز قيم المواطنة؟ وكيف أثر الفضاء الرقمي على قيم المواطنة في المنطقة العربية؟ وإلى أي حد بالإمكان ضبط المجال الإعلامي لتعزيز قيم المواطنة؟ وما الذي يتوجب فعله عربيًا لتعزيز خطابات المواطنة في الإعلام العربي؟

يخلص الباحث إلى أن تعزيز المواطنة عبر الإعلام يكون بتعريف الناس بحقوقهم وواجباتهم عبر المضامين الإعلامية المختلفة، إلى جانب نقل التراث الوطني وقيمه لتعزيز الانتماء الوطني لدى الأفراد والجماعات. ومع هيمنة قوى العولمة والفضاء الرقمي المفتوح، تصبح مهمة الإعلام المسؤول والمهني صعبة أمام هذا المد الجارف من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والنشطاء المحليين والإقليمين والدوليين باهتماماتهم ومواضيعهم المختلفة، وبكثافة تلقي المعلومات اليومية في مواضيع طابعها العام ليس ضمن أولويات الناس؛ ففي غالبية ما نتلقاه يوميا تركيز على قيم الاستهلاك والترفيه أو « صناعة التفاهة» -على حد وصف المفكر الفرنسي «آلان دونو». مشيرًا إلى أن مهمة ضبط المجال الإعلامي في المنطقة العربية لغايات تعزيز الهوية المواطنية والانتماء، مهمة صعبة في ظل تنافس آلاف المنصات الإعلامية التقليدية والرقمية على استقطاب الجمهور، وتالياً فإن مسألة تعزيز الهوية ليست مهمة الإعلام وحده، ولا يستطيع الإعلام إحداث تأثير وتغيير على سيرها داخل المجتمعات العربية، دون خلق مزيد من إجراءات الثقة بين الأنظمة السياسية وفئات المجتمع، فالتمييز وغياب المساءلة والشفافية والتفرقة العنصرية والطائفية وغيرها، بمثابة محددات وعوائق تحول دون تغذية شعور الانتماء للهوية في أي بقعة جغرافية، وفي أي نظام سياسي وتجمع بشري. كما تبرز أهمية التربية الإعلامية في المدارس ودورها في رفع وعي الطلبة وقدرتهم على التحقق والمعرفة ومحاربة الشائعات وخطاب الكراهية، باعتماد مناهج التربية الإعلامية في بعض الصفوف المدرسية وبعض التخصصات الجامعية.