تقييم حكم طالبان: ثبات الأيديولوجيا واضطهاد المرأة

45.00 د.إ

نور الهدا فرزام

التصنيف: الوسوم:

الوصف

كشف الباحث الأفغاني المتخصص في الدراسات الإسلامية نور الهدا فرزام، مواقف طالبان من القيم الإنسانية العالمية وتساءل: هل تغيرت طالبان كما كان يُقال، أم هي على ما كانت عليه قبل عقدين ونصف؟ وكيف نقيّم حكمها بعد مرور عام على سيطرتها على السلطة في أفغانستان؟

يخلص الباحث إلى نتائج عدة أبرزها: أن حركة طالبان تستند إلى العمل أكثر من القول، وقد تقول شيئًا ولكن تخالف قولها في العمل، مثلما حدث في شأن مدارس الفتيات، ووعدها بالعفو الشامل عن مخالفيها، ولكن في أرض الواقع نقضت كل تلك الوعود. كما لا تؤمن حكومة طالبان الحالية بالمشاركة السياسية مع غيرها من المكونات، والرجوع إلى الانتخابات والاستماع إلى آراء الناس. لا ترى طالبان نفسها مسؤولة عن الناس في جميع شؤونهم، لا في اقتصادهم ولا أمنهم ولا تعليمهم؛ بل تنظر إلى الناس على أنهم هم المسؤولون أمام الحركة وليس العكس. كما لم تغير الحركة أفكارها بل هي على ما كانت عليه، حيث فرضت القيود نفسها على الناس التي كانت في حكمها الأول.

يرى فرزام أن أيديولوجيا الحركة ليس لها مثيل في الحكومات الأخرى من العالم الإسلامي، بل هي نوع خاص اجتمع فيه التشدد من كل التيار. وأن الحركة فرضت قيودًا لتضييق العيش على الناس، ولهذا السبب نشهد موجات من هروب الناس ولجوئهم إلى بلاد الجوار والعالم. بينما يزداد وضع الناس سوءا يوما بعد يوم، ولا يرى الباحث قرائن تشير إلى تحسن الأوضاع. كما تمر الفتيات الأفغانيات بأصعب الأيام، حيث إن مصيرهن بيد الحركة، ويمكن أن يفقدن أهم حقوقهن الطبيعية، وهو حق التعليم، كما فقدن حق العمل والمشاركة السياسية. تعتبر قضية المرأة من القضايا الحساسة عند طالبان، وهي تعاني من علة لم تجد حلاً لها منذ ظهور طالبان إلى اليوم. لا ترغب حركة طالبان في حضور المرأة في المجتمع، ولا تصرح بذلك، ومن خلال فرض القيود تتصدى للنساء، وتستمر في منع حضورهن في المجتمع.