تمدد الحركة الإرهابية في شرق وغرب أوكرانيا بعد الغزو الروسي

45.00 د.إ

شريف الدواخلي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

ترى دراسة أن خلف نشوء تنظيمات إرهابية تُعاني منها روسيا حتى الآن في الشيشان، يُشكل مقاتلوها النواة الصلبة لأغلب التنظيمات المتطرفة. ظاهرة متجددة من علاقة الإسلاموية مع «الأفغان العرب» ظاهرة عابرة. ذلك أن الأمر لم ينته بانسحاب الجيش السوفيتي من أفغانستان، إذ اكتسب المقاتلون العرب الذين جاؤوا من جميع بقاع العالم خبرة قتالية، وشكلوا شبكات أصبحت مصدر قلق في دولهم الأصلية أولًا وبعد ذلك في العالم، حيث انضم هؤلاء المتطرفون المتجولون إلى الحرب في البوسنة مع انهيار يوغوسلافيا، ثم انتشروا بعد ذلك إلى الشيشان والجزائر والعديد من الأماكن الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.

إن نشأة الحركة الإسلاموية المقاتلة غالبًا ما تكون مرتبطة بالاحتلال أو استخدام الآلة العسكرية التي يواجهها الطرف الثاني من خلال ترسيخ الأفكار الأيديولوجية، من خلال حركة جهادية تكون قادرة على الردع والمواجهة، وهو ما حدث جراء غزو روسيا لعدد من البلدان.

ومن ثم يمكن أن تشكّل الحرب في أوكرانيا نقطة الانطلاق لتكرار تجربة مماثلة لما حدث في أفغانستان. ذلك أن هناك وجودًا راسخًا لليمين المتطرف في البلاد، وفي ظل الديناميات الجديدة بعد الغزو الروسي، هناك حديث قوي عن انضمام أفراد أجانب من جميع أنحاء العالم إلى جهود المقاومة التي تبذلها الحكومة الأوكرانية، حتى إن كييف أعلنت عن تشكيل فيلق دولي لهذا الغرض.

قدّم الدراسة الباحث شريف الدواخلي الذي قال: إن الحرب الروسية- الأوكرانية سوف تخلق بؤرة إرهاب جديدة في أوروبا خصوصاً في شرق وغرب أوكرانيا، مما يُشكل تهديدًا لأمن القارة الأوروبية التي تبحث عن الهدوء وسط الألغام التي تنتج عن الصراع العسكري مع روسيا، وهو ما يتطلب اتفاقاً (روسياً- أميركياً أوروبياً) يتعلق بمواجهة الحركة الإسلاموية التي بدأت تطل برأسها في قارة أوروبا، فضلًا عن تخفيف حدة الصراع العسكري. فبعد أن تضع الحرب أوزارها، ربما يفاجأ العالم بمقاتلين جدد بملامح مختلفة عن تلك التي تشكل التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود، وقد بدأت ملامح تلك الظاهرة منذ الأيام الأولى للحرب الروسية، وهو ما سيعيد رسم الخريطة الجديدة للتنظيمات المتطرفة، ويظهر ملامح نظام دولي جديد يتشكل في الأفق، فالولايات المتحدة وروسيا تصنعان بؤرة جديدة للإرهاب ولكنها في أوروبا، هذه البؤرة ستُصدر التطرف، ليس فقط إلى المنطقة العربية، وإنما إلى أوروبا أيضًا، فبعد انتهاء الحرب سيدفع الجميع الفاتورة التي فرضتها واشنطن وموسكو، وأصرتا على أن تكرر من خلال سلوكهما المشين في أفغانستان، سواء بدعم الأفغان العرب من جانب واشنطن، أم من خلال دعمهم بعد تشكيل «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» عام 1987 من جانب روسيا في ما بعد لمواجهة واشنطن.

وأنه على روسيا والولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بمسؤوليتهما عن استقدام المقاتلين الأجانب في صراعهما في شرق أوروبا، وبالتالي كل طرف ملزم بعودة المقاتلين الأجانب إلى الأماكن التي استجلبوهم منها، كما لا بد للمؤسسات الدولية من مراقبة الوضع هناك لخطورة استخدام المرتزقة في هذه الحرب على الأمن والسلم العالميين، وأن هذه الوسيلة تؤدي إلى تمدد الحركة الإسلاموية في شرق القارة. وعلى الدول الأوروبية اتخاذ إجراءات عدة منها التخطيط المشترك بين الأجهزة الأمنية الأوروبية لكيفية مواجهة هذا التهديد والتنسيق مع تركيا، لا سيما أن الأراضي التركية تعد مصدراً لدعم المقاتلين الشيشان، وكذلك التواصل مع روسيا وبشار الأسد، فروسيا تمتلك خبرة طويلة في مواجهة الحركات الإسلاموية القوقازية، والأسد لا يزال قادرًا على تقديم معلومات عن العناصر الإسلاموية. كما يجب تبادل المعلومات متعددة التخصص والمستوى كمفتاح لتقييم التهديد القوي الذي يمكن أن يشكل أساسًا لمواجهة مستقبلية للإرهاب شرق وغرب أوكرانيا، ناهيك عن الحذف الإلزامي للمحتوى الإرهابي بالتنسيق مع منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب.