جدلية علمنة الإصلاح الديني: محمد الحدّاد أنموذجاً

45.00 د.إ

يونس الأحمدي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

يدرس يونس الأحمدي -أستاذ الفلسفة بجامعة شعيب الدكالي، الجديدة المغرب- أطروحات محمد الحداد في جدلية علمنة الإصلاح الديني، مشيرًا إلى أن الأكاديمي والباحث التونسي اشتغل على مدى ربع قرن، على قضايا التنوير والإصلاح الديني في عصر النهضة وفق منهجية نقدية وتحليلية تزاوج بين مطلب النقد التاريخي والتحقيق الفيلولوجي لنصوص نهضوية مهمة، وبين التحليل المفهومي والتأويل الفلسفي المركب لمشكلة الإصلاح الديني في التجربة الإسلامية. لافتًا إلى أن الزاوية المعرفية التي اعتمد عليها الحدّاد سعت إلى الكفّ عن تقديم الإصلاح الديني بوصفه حدثاً تاريخياً أقنومياً، وتتجاوز الاحتفاء بشخصياته وأعلامه، لتتجه صوب دراسة بنية الفكر الإصلاحي ومساءلة صلاحيته المعرفية من خلال تحليل آليات إنتاج الخطاب واشتغاله داخل المتن الإصلاحي وفحص وظائفه وحدوده؛ وتطمح إلى الارتقاء بمفهوم الإصلاح الديني إلى منزلة الظاهرة الثقافية ذات الأبعاد الأنثروبولوجية العامة والمشتركة بين مختلف الأديان الكتابية.

يخلص الباحث إلى أن مشروع الإصلاح الديني استمد قاعدته من ثيولوجيا كلامية، وأنه لم يَقم بإعادة إخراج المبادئ الاعتقادية الكلاسيكية القديمة إخراجاً جديداً، وبذلك ظل حبيس النسق الذهني الكلامي وإن تحرَّر من المضمون المذهبي. لقد تبين لنا أن بعض نصوص عبده كادت تلامس تخوم التنوير، غير أن جهوده تلك لم ترتسم وتتجذر لتشكل نسقاً رافداً لمشروع تنويري معلن. مضيفًا أن الإصلاح الديني لا يكتسب دلالته الجديدة إلا كتعقل للعالم الحديث، فلا يُختزل في مراجعة بعض المواقف والأحكام وتكييفها وإدماجها مع المتطلبات الذهنية والمادية التي يفرضها تطور أنماط العيش؛ فهذا هو المقتضى الذي يقوم عليه الاجتهاد كخطاب عملي يعبر عن حاجات عملية؛ أما الإصلاح الديني فيتحدد كمشروع فلسفي ينهض بواجب إعادة بناء التصور.