«حفريات في فهم الاختراق الإخواني للأكاديميا: استغلال «اليقظوية» و«الصوابية السياسية

45.00 د.إ

وائل صالح

التصنيف: الوسوم:

الوصف

ألقت دراسة وائل صالح -باحث وأكاديمي متخصص في تفكيك الإسلاموية، رئيس وحدة متابعة الاتجاهات المعرفية في العالم في مركز تريندز للبحوث والاستشاراتالضوء على «اليقظوية» (Wokisme)، التي تمثل جانبًا آخر يمكن له أن يفسر تعاطف التيار السائد من الأكاديميين، خصوصًا الغربيين والمتأثرين بهم من مختلف أكاديميات العالم، مع هذه الظاهرة في الفضاء الغربي، واضعًا خريطة ذهنية للفاعلين المتعاطفين مع الإسلاموية الإخوانية، وفهم ونقد أسباب هذا التعاطف في إطار من الحوار الأكاديمي بين مختلف الأكاديميات في العالم.

يقسم الباحث دراسته إلى أربعة أقسام: أولاً: الإسلاموية بين الأكاديميا ومراكز البحث الغربية، ثانيًا: اليقظوية (Wokisme): التعريف والسياق، ثالثًا: الأفكار المؤسسة لليقظوية ووسائلها، رابعًا: ما يفرق ويجمع الإسلاموية (Islamism) و”اليقظوية”. لا يساوي الباحث «اليقظوية» بالإسلاموية، فهما اتجاهان مختلفان، ولكن يجمعهما التطرف والتحالف المدرك وغير المدرك، أحيانًا لهدم النظام الحالي واستبداله بالطوباويات، التي علمنا التاريخ أنها تتحول دائمًا إلى فوضى بعد هدم القديم. وكلا الأيديولوجيتين يتسامح مع العنف الذي يمارسه المتعصبون، بل ويمجدونه في كثير من الأحيان. فمن جانب اليقظوية لم يعد الأمر خلافًا تقليديًا أو حتى «صراعًا ثقافياً» بين التقدميين والمحافظين، فاليقظوية تدّعي أنها ثورة ثقافية تهدف إلى القضاء على كل ما كان يبدو مشتركا في الغرب، مثل العلمانية والمساواة والديمقراطية. والصحوة -من جانبها- هي أن «الصحوة» عبارة عن حركةٍ ثورية سياسيةٍ إخوانية المنشأ، اختارت مصطلح «الصحوة الإسلامية» لاختطاف الدين لحسابها. ومفهوم الصحوة الإسلامية اصطلاح يطلق على ظاهرة اجتماعية تعتمد على الإسلام في توصيفها ونعتها، وتتخذ من الإسلام أداة تقييم لكل ما في المجتمع القائم. ويخلص إلى أن الإسلاموية واليقظوية تجذب -كأي أيديولوجية أخرى- الناس إليها في المقام الأول، لأنهما تقدمان لهم إجابات عن تساؤلاتهم الوجودية. كما يقدم كل منهما للناس مسالك يمكن لهم اتباعها في العالم الذي يعاني من أزمة المعنى الذي نعيش فيه. ولهذا يتوجب طرح سرديات أكثر جذبًا وأكثر إقناعًا من اليقظوية والإسلاموية، وهي الطريقة الوحيدة القادرة على مواجهتهما.