الوصف
درس محمد زاهد جول -باحث وصحفي تركي، مدير مركز شرقيات للبحوث بإسطنبول- تحولات الخطاب لدى حركة حماس التي لا تخرج في تطوره عن سيرة الحركات الإسلاموية، وسلوك جماعات «الإسلام السياسي»، وممثلها الأبرز جماعة «الإخوان المسلمين»، التي دخلت في أطوار من التحولات في سياق التغيّرات السياسية والاجتماعية والثقافية. قُسّمت دراسته إلى قسمين: أولاً: تشكلات العنف، ثانيًا: تحولات الخطاب بين الميثاق والوثيقة.
خلص إلى أن حركة حماس تقلبت في أطوار تاريخية ضمن ظروف سياسية محلية وإقليمية ودولية متغيرة، وقد طورت الحركة خطابها السياسي وقولبت أيديولوجيتها مع تبدل السياقات، سواء أكانت داخلية أم خارجية، وعلى الرغم من التحول الكبير في استخدام الحقل الدلالي الديني لمصلحة الحقل الدلالي والمجال التداولي العلماني الوطني، فإن حماس لم تغادر التقاليد الخطابية الإسلامية، وتتحول إلى حركة وطنية علمانية، وإنما استندت إلى تأويلات خطابية مجسدة تعكس تحور فهمها للدين والعلمانية وجدلية الدعوي والسياسي، فالنزعة البراغماتية المحسوبة تنشد الجمع بين مفهوم الأمة الإسلامية ومقتضيات الدولة القومية، فهي تمزج بين مفهومي الأمة والشعب، والجهاد والمقاومة، وذهبت حماس إلى تغيير الأطر الرئيسة للخطاب السياسي من المصطلحات الدينية إلى المصطلحات العلمانية، بهدف توسيع دائرة جمهور المخاطبين، وكسب مزيد من الأتباع والمناصرين، وفي الوقت الذي لا يزال الدين يتمتع بحضور قوي في خطاب حماس، فإنه لم يعد يستخدم كما كان من قبل باعتباره الإطار الرئيس الذي يحدد هوية الحركة ويميز ممارساتها.