دور الأئمة في مكافحة تطرّف الشباب في المجال الغربي: المخاطر والفرص

45.00 د.إ

جوليان دي ويت

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تركز دراسة جوليان دي ويت (Julien De Wit) -باحث في مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان (Brussels International Center for Research and Human Rights)- على دور الأئمة في البيئة المعيشية للشبان المتطرّفين، وكيف يمكنهم التأثير في الشباب من أجل الخير. وتتناول تأثيرهم في عملية التطرّف وعملية مكافحة التطرّف، إذ إن الأئمة جزء من المشكلة، لكنهم جزء من الحلّ أيضاً.

تطرح الدراسة دور الإمام في مكافحة التطرّف لدى الشباب. وتركّز على عملية التطرّف ونزع التطرّف ودور الإمام في السياق الغربي، وتأخذ دراسة حالة في هولندا وبلجيكا.

يقدّم القسم الأول من الدراسة وصفاً موجزاً لمهمّة الإمام في السياق الغربي، ويوضح بإيجاز الإطار العام لترتيب تمثيل المجتمعات المسلمة إزاء الحكومة، فلا بدّ من التأكيد باختصار أن هذا الترتيب غير كافٍ ويحتوي على العديد من الاختلالات الوظيفية، على الرغم من وجود تنظيم معيّن للمجتمعات الدينية الإسلامية وأئمتها في بلجيكا. ويرى الباحث أنه يمكن التوصّل إلى هذا الاستنتاج في هولندا ودول أوروبا الغربية الأخرى.

ثمة صعوبات هائلة تتعلّق بطريقة تمثيل المنظّمات الجامعة للمجتمعات الإسلامية. فنادراً ما تمثّل هذه المنظمات الرأي (الدقيق والمتوازن) للمجتمع الديني بأكمله. وتجدر الإشارة –كما تلفت الدراسة- إلى أن المشرّع في كل من هولندا وبلجيكا يتوخّى الحذر دائماً عندما يتعلق الأمر بتنظيم أي مسألة دينية، إذ يحظى الفصل بين الدين والدولة بتقدير كبير.

تتناول الدراسة دور الإمام الحاسم في العلاقة بين المسلمين وبلدهم الأصلي الذي قد يكنّون له مشاعر قومية ووطنية. وتنظر في طرق تفاعل الأئمة مع مجتمعاتهم الدينية. إذ يلاحظ في الوقت الحاضر أن بعض الأئمة الغربيين لا يتفاعلون مع مجتمعاتهم الدينية عبر الإنترنت إلا ما ندر. في نهاية الدراسة، أورد الباحث أن الإمام يقوم بدور مهمّ بوصفه شبكة أمان ضد المتطرّفين عند مكافحة تطرّفهم. فالمتطرّفون في حاجة إلى النصح في السجون أو المؤسسات.

تُظهر دراسات الحالة أن الإمام يمكنه القيام بدور كبير هناك أيضاً. فغالباً ما يتلقّى السجناء المتطرّفون مزيداً من التوجيه من الأشخاص الذين لديهم الكثير من المعرفة عن دينهم. غير أن من المهم تخصيص وقت كافٍ لعملية مكافحة التطرّف. ومن الأهمية بمكان متابعة المتطرّف السابق وأقاربه حتى بعد أن يطلق سراحه من السجن أو من المؤسسة الإصلاحية. وللإمام قدرات هائلة هنا، إذ يمكنه إنجاح إعادة دمج المتطرّفين السابقين أو إفشالها.