دور الدراما التلفزيونية الجزائرية في مكافحة التطرف وعلاج رواسب المأساة (2022-2002)

45.00 د.إ

زكرياء بن صغير

التصنيف: الوسوم:

الوصف

درس الأكاديمي والباحث جزائري، أستاذ التعليم العالي في علوم الإعلام والاتصال في جامعة محمد خيضر، بسكرة – الجزائر “زكرياء بن صغير” دور الدراما التلفزيونية الجزائرية في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف؛ وذلك من خلال رسائل إعلامية وتعبيرية وفنية وجمالية مباشرة وغير مباشرة، تنقلها في مشاهد درامية توضح أن الإرهاب يستهدف ترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء، وتدمير المنشآت الحيوية، وتعديل سلوك الجمهور المناهض للغلو والتطرف، والكشف عن كيفية علاج الدراما التلفزيونية الجزائرية لظاهرة التطرف ورواسب المأساة الوطنية؛ مع محاولة معرفة أهم القيم الإيجابية والسلبية التي تمت معالجتها من خلال المشاهد الدرامية لمجموعة أعمال أفلام أو مسلسلات خلال الفترة الممتدة بين عامي (2002-2022).

يخلص الباحث إلى أن الدراما التلفزيونية الجزائرية تناولت ظاهرة العنف والمأساة الوطنية، التي ضربت في الصميم الأسس الفكرية والثقافية، وحاولت زعزعة البنى الاجتماعية للمجتمع، مما ترك أثرًا كبيرًا على سيكولوجية الفرد، حينها فقط أثبتت الدراما التلفزيونية الجزائرية تفاعلها مع الظاهرة ودورها المؤثر والمفصلي في تحديد المفاهيم الدقيقة للتطرف، برفع الغطاء عن دوافعه والكشف عن حقيقته الإجرامية أمام المشاهد، فمعظم الأعمال الدرامية الجزائرية ناقشت بشكل كلي أو جزئي، علني أو ضمني مختلف الرهانات التي تواجه مكافحة التطرف وعلاج رواسب المأساة الوطنية. وعلى الرغم من الدور الفعال للأعمال الدرامية، لقيت بعض الأعمال الأخرى الكثير من الانتقادات بسبب مهاجمتها غير البريئة للخلفيات الثقافية والدينية للمجتمع الجزائري، مكرسة بذلك نظرة الغرب تجاه مجتمعنا، كما أساء البعض منها بصفة صريحة أو ضمنية لمعتقدات الشعب الجزائري وللدين الإسلامي، لذلك كانت ممنوعة من العرض على القنوات الوطنية. وإن أهم ما يمكن الحديث عنه في الختام هو غياب استراتيجيات إعلامية لمكافحة التطرف ومعالجة المأساة الوطنية، وهذا ما جعل معظم الأعمال الدرامية، ضمن مبادرات فردية لمنتجيها، وليست نابعة من استراتيجيات إعلامية وطنية واضحة تتبنى هذا الهدف، على الرغم من الدعوات المتكررة لضرورة بناء استراتيجية إعلامية لمواجهة خطر التطرف إعلاميًا، كما توصلت الدراسة إلى وجود مساهمة فعالة للقوة الناعمة ممثلة في الدراما التلفزيونية الجزائرية في مكافحة التطرف، ومعالجة المأساة الوطنية خلال فترة الدراسة (2002-2022).