دور الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في سياسة الكرملين الخارجية:

45.00 د.إ

ميخائيل كوركاشفيلي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تهدف دراسة ميخائيل كوركاشفيلي (Mikheil Korkashvili) -باحث جورجي، في المعهد الأوروبي الجورجي- إلى فهم دور الكنيسة الروسية في سياسة الكرملين الخارجية منذ أحداث 2014، وحتى قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، وتختار الدراسة حالة أوكرانيا (Ukraine) ومولدوفا (Moldova). وتنطلق من فرضية أن الكنيسة الروسية والكرملين قد يكون لهما مصالح خارجية غير متطابقة، لكنهما ما زالا يعملان معًا لحل القضايا المختلفة. تتناول الدراسة السياسة الخارجية الروسية المعاصرة المبنية على التقاليد والنزعة المحافظة، التي تبشر بها الكنيسة الروسية، باعتبارها أداة ممتازة للقوة الناعمة، مع أهمية الإقرار بأن الكنيسة الروسية لا تمتثل لجميع توجيهات الكرملين، فهي مؤسسة مؤثرة جدًا داخل الاتحاد الروسي وخارجه. منهجيًا، إلى جانب المراجع والمصادر الأساسية استخدم الباحث طريقة البحث النوعي (المقابلات المتعمقة وتحليل البيانات).

قسّمت الدراسة إلى ستة أقسام: أولاً: الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وعقيدة “العالم الروسي”. ثانيًا: البحث النوعي: المقابلات وتحليل البيانات. ثالثًا: صعود الكنيسة الروسية وسعيها نحو العالمية. رابعًا: أوكرانيا وعقيدة “العالم الروسي”. خامسًا: مولدوفا والنفوذ الروسي. سادسًا: الفروقات في المصالح بين الكرملين والكنيسة الروسية.

يشير الباحث إلى أن الكنيسة الروسية تُعَد أداة جيدة لزيادة نفوذ الكرملين في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي. فالأفكار المحافظة والتقليدية التي تبشر بها الكنيسة الروسية اليوم هي وجه السياسة الروسية، ويمكنها بسهولة عرض هذه الآراء بشكل مختلف إذا أصبح ذلك ضروريًا.

يلعب تأثير الكنيسة الروسية دورًا مهمًا في الحياة السياسية في أوكرانيا ومولدوفا. وفي كثير من الحالات، تتدخل الكنيسة الروسية في مولدوفا بشكل مباشر في الحياة السياسية. وسوف تستمر في القيام بذلك طالما أن تمثيلها والأحزاب الموالية لروسيا منخرطة بنشاط في الحياة السياسية في مولدوفا. في أوكرانيا، صحيح أن الكنيسة الروسية تفقد نفوذها تدريجيًّا، لكنها لا تزال تلعب دورًا مهمًا في إثارة الخطابات المؤيدة لروسيا.

تُظهر الدراسة أن القوة الرئيسة للكنيسة الروسية هي المجتمع المحافظ والتفكير التقليدي الذي يعيش في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي. الكنيسة الروسية هي نوع من مركز التغذية الفكرية والروحية لمثل هؤلاء الناس. منذ القرن الحادي والعشرين، لم تعد الأفلام والأدب والفنون الروسية الحديثة تحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم؛ لقد وجدت روسيا مكانتها في التقاليد والمحافظة. الكنيسة هي المؤسسة التي تعبر عادة عن مثل هذا السرد. تتمتع الكنيسة الروسية بالقدرة والقوة داخل البلاد وخارجها لأجل اكتساب الشعبية من خلال المحافظة والتقاليد. علاوة على ذلك، لديه الفرصة لإنشاء صورة نمطية لما يجب أن يبدو عليه الروسي الحديث.

ربما يكون للكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكرملين أهداف خارجية مختلفة. ومع ذلك، ما زالوا يتعاونون في كثير من الأحيان. ولا يمكننا أن نقول: إن الكنيسة الروسية مؤسسة تابعة للكرملين. كما أن تأثيرها في المؤسسات العسكرية مرتفع نسبيًّا. نظرًا لأن الكنيسة الروسية غنية ماليًّا، وإلى حدٍ ما، قد تتبع أجندتها الخاصة، لكنها في النهاية لا تزال تُطيع توجيهات الكرملين. على الرغم من أنه، كما كتب صموئيل هنتنغتون، في كتابه «صدام الحضارات»، كان هناك صدع تاريخي بين السلطات العلمانية والكنسية في الغرب، وفي أماكن أخرى من العالم لا يمكن فصلهما، إلا أنه قال: «في الإسلام الله هو القيصر؛ في الصين واليابان القيصر هو الله؛ في الغرب ما لقيصر لقيصر وما لله لله؛ في الأرثوذكسية الله هو الشريك الأصغر للقيصر».