صعود وأفول الإسلاموية المقاتلة في المغرب

45.00 د.إ

محمد الزهراوي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قدّم محمد الزهراوي، باحث مغربي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة شعيب الدكالي بالمغرب، محاولته في تحليل وتفكيك وفهم الواقع المتذبذب للتيار الإسلاموي المقاتل في البيئة المغربية، الذي يقترب توصيفًا من الأفول أو على الأقل التلاشي والانكماش. قسّم الباحث الدراسة إلى ثلاثة محاور: الأول: يتناول سياقات وعوامل انتشار التيار الإسلاموي المقاتل بالمغرب، وذلك، من خلال محاولة الوقوف عند أهم هذه التيارات في التجربة المغربية، وهي الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة. أما المحور الثاني فيستشرف مستقبل الجماعة المتطرفة. والثالث يركز على البعد المركب لمواجهة الإسلاموية المقاتلة في المغرب.

يخلص الباحث إلى أن التيار الإسلاموي المقاتل يرتبط بمنظومة قيمية ومذهبية وعقائدية تتسم بالتشدد منهاجًا، وترتكز على العنف والقتال سبيلًا، ووسيلة لتحقيق أهدافه الأيديولوجية والغارقة في المثالية الطوباوية والأحلام البعيدة عن مقتضيات الدولة الوطنية الحديثة، وتتوسع وتنتشر هذه الأفكار المتطرفة كلما تشابكت عوامل عدة من قبيل جاذبية الفكر الجهادي، وفشل البرامج التنموية، وفورة «المواقع الجهادية» ضمن عوامل أخرى سياسية وثقافية واجتماعية. لذلك، ومن خلال دراسة التجربة المغربية، يمكن الإشارة إلى ثلاث نقاط أساسية:

الأولى: يعيش ما يسمى «التيار الجهادي» حالة تراجع وانكماش نتيجة لاستراتيجيات ناجعة اعتمدها المغرب مند عقدين من الزمن، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة هيكلة الحقل الديني، بالإضافة للتحولات الفكرية التي عبر عنها بعض المتطرفين والرموز داخل وخارج السجون. الثانية: لعبت الإجراءات الاستباقية دورًا مهمًا وبارزًا في تفكيك عدد كبير من الخلايا الإرهابية، وإفشال وإحباط مجموعة من الهجمات والاعتداءات المحتملة. ثالثًا: برغم تنوع وتعدد السياسات والتدخلات على مختلف المستويات، فإن تراجع وانكماش الحالة الإسلاموية المقاتلة واقترابها من الأفول في المغرب، لا يعني القضاء نهائيًا على ظاهرتي التطرف والعنف، بل يتطلب ذلك تجفيف منابع هذه الظاهرة بمستوياتها المختلفة.