صورة شيوخ الزوايا في الإعلام التلفزيوني الجزائري

45.00 د.إ

فضيلة تومي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

سعت دراسة فضيلة تومي -باحثة جزائرية- إلى رصد آلية السرد الحاضرة في محتويات الإعلام التلفزيوني العمومي والخاص، التي عنيت بصورة الزوايا وشيوخها في الجزائر، وكذا التمثلات التي أنتجتها عن أدوارها وتأثيرها على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للأفراد، خصوصًا في ظل تعاظم دور الميديا الاجتماعية بأبعادها وأدوارها الدينية والتاريخية والسوسيوثقافية والسياسية، وضرورة تفتحها على البيئة الرقمية لاستمرارية الحفاظ على مكانتها ودورها في المجتمع، وحفظها مما يمكن أن يطالها. متناولة المحاور في قسمين: أولًا: قراءة في المفاهيم: الزوايا ومريدوها وشيوخها؛ ثانيًا: حضور الزوايا وشيوخها في الإعلام التلفزيوني في الجزائر.

خلصت فيها إلى أن تصورات وتمثلات عن الزاوية رسمت كمؤسسة دينية واجتماعية وثقافية، وشيوخها كرموز لدى الجمهور، وهذا ما ظهر جليًا في مختلف المحتويات التلفزيونية التي تمت معاينتها وتوصيفها لغرض هذه الدراسة، توصلنا من خلال وصف آليات السرد الموظفة في هذه المحتويات، إلى أن لهذه المؤسسة قداسة ومكانة كبيرة في الجزائر امتدت من المجتمع إلى الطبقة السياسية والإعلامية في الجزائر، وصولًا إلى صانع القرار، نظير ما يحفظه لها البعد الديني أولًا، وما لها من مكانة مرموقة في المجتمع باعتبارها الحاضنة، والمنارة، والصرح العلمي للأجيال المتعاقبة، والبعد التاريخي ثانيًا، والمتمثل في مختلف أدوارها خلال الحقب التاريخية التي عايشتها هذه المؤسسة وشيوخها ومريدوها، باعتبارها ساهمت بشكل كبير وواضح في المقاومة الجزائرية والثورة التحريرية ضد الاستعمار الغاشم، وكذا سعيها للمحافظة على المرجعية الوطنية والدينية معًا في كل الأزمنة، وصولًا إلى تزاوجها مع السياسة في الآونة الأخيرة ودعمها للاستقرار والوحدة دومًا، ونبذ العنف والتطرف والدعوة إلى الوسطية والاعتدال.

وتنوّه بضرورة الاهتمام بهذه المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية المتمثلة في الزوايا، أكثر فأكثر بصورتها لدى الجمهور، والمستخدمين على حد سواء، وعلى رسم تلك الصورة الواقعية لها ولشيوخها، لضمان استمرارية صورتها الإيجابية وحفظها من الاندثار والتشويه الذي يمكن أن يطالها وخصوصًا في الميديا الاجتماعية، وذلك عبر تعزيز محتوياتها على مواقع التواصل الاجتماعي، من طرف مختصين في ذلك، ومتابعة ما ينشر في مجالها وينسب إليها، وتفنيد كل ما يمكن أن يشوب أو يشوه تلك الصورة الإيجابية، التي طالما تركتها لدى الأفراد والمجتمعات على مر الزمن.