طالبان في أفغانستان.. نظامًا بيئيًا

45.00 د.إ

ليونيد ساڤين

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناولت دراسة الباحث السياسي الروسي ورئيس تحرير موقع جيوبولوتيكا، ليونيد ساڤين (Leonid Savin) (Леонид Савин)، حركة طالبان في أفغانستان وفق رؤية متكاملة لنشأة التنظيم وتطوره، بما في ذلك المكوِّن الديني، والمواصفات الإثنية، وتاريخ أفغانستان المعاصر في سياق الصراع الجيوسياسي ومصالح اللاعبين الآخرين في المنطقة، وتغيرات الحالة السياسية وانسحاب قوات الولايات المتحدة الأميركية من هذا البلد، الأمر الذي اعترفت به قيادة البنتاغون بوصفه هزيمة.

تولي الدراسة اهتماماً بمشكلات الأمن، ونشاط مختلف التشكيلات الإرهابية والمتطرفة في الأراضي الأفغانية وبلدان الجوار، أي «القاعدة»، و«حركة توركستان الإسلامية» (الحزب الإسلامي التركستاني)، و«شبكة حقاني»، و«الدولة الإسلامية في خراسان».

تعرض الدراسة وقائع تشكيل ما يسمى «حركة المجاهدين» لمواجهة السلطات الرسمية في جمهورية أفغانستان الديمقراطية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ونشوء حركة طالبان، وتلقي الضوء على باكستان والصين. إذا كانت الصين معنية بحل مسألتين، هما: الانفصاليون الأويغور، إلى جانب العوامل الاقتصادية- اللوجستية المتعلقة بتوسيع مبادرة «الحزام والطريق» (حزام واحد وطريق واحد)، والثروات الطبيعية؛ فأفغانستان وطالبان تمثلان لباكستان مشكلة وجودية وتهديدًا مصيريًا جراء عدم اعترافهما بالحدود وفق خط دوراند (Durand Line)، واحتمال انتشار ظاهرة التمرد في أراضي باكستان من خلال حركة طالبان في هذا البلد.

يخلص الباحث إلى أنه في الوقت الذي لا تزال فيه بلدان عديدة ترى أن هذه الحركة منظمةٌ إرهابية (ولو أن ذلك لا ينفي مفاوضات طالبان وزيارات وفودها إلى دول أخرى) ثمة احتمال كبير أن تنال الشرعية الدولية. لا تقتصر المسألة على توصيف طالبان بـ«المعتدلة» واستعدادها للتفاوض وإقامة علاقة شراكة، إنما في مطالبتها من قبل الدول الأجنبية بـتشكيل «حكومة شاملة»، الأمر الذي تبينُ السوابق التاريخية أنه قابل للتحقُّق كما يزعم الباحث الذي يرى أن المقاربة الأكثر صوابًا، في واقع الأمر، بالنسبة لأفغانستان طالبان، تكمن في إعداد استراتيجية يُتفق بشأنها مع الكيانات الإقليمية بالمعنى الواسع لهذه الكلمة (جمهوريات آسيا الوسطى، الصين، روسيا، إيران ودول الاعتدال)، بالتزامن مع السعي إلى تطوير موقف البلدان الغربية القائم على مقولة: «إنه من الأفضل تقبل عودة طالبان إلى السلطة ومحاولة التأثير عليها، وليس الانعزال».

يؤكد ساڤين أن خطاب كل من إسلام آباد وطهران وموسكو وبكين ينسجم مع توقعات الغرب: أي ضرورة تشكيل حكومة شاملة، والالتزام بعدم إيواء المجموعات الإرهابية. والمسألة تتلخص في كم من الوقت سيستغرق تنفيذ ما هو مرسوم، وكيف يمكن الحصول على تنازلات من طالبان مقابل الدعم الاقتصادي في إعادة إعمار البلد وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية.