في مواجهة الإسلام السياسي سجالٌ بين محسن كديور وعبدالكريم سروش

45.00 د.إ

حسن الصرّاف

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تناول حسن الصرّاف -باحث ومترجم عراقي- في دراسته ما أُثير من جدل فكري بين اثنين من معارضي نظام ولاية الفقيه؛ فعبد الكريم سروش كان أحد المؤيدين والفاعلين مع تلك الولاية، وكان له دور في أسلمة الثقافة، ثم خرج عليها بل خرج إلى ما هو أبعد من ذلك، في ما يخص الدين والمذهب، وعارض محسن كديور ولاية الفقيه وسلطة رجال الدين، وما يقدمه الآن، أفكار مهمة في الإصلاح والتننوير.

يقيم سروش وكديور في الولايات المتحدة، واتفقا على معارضة سلطة رجال الدين، لكنهما اختلفا في الأفكار إزاء الدين، سروش يهاجم ويتهم؛ وكديور يرد على الإسلام السياسي، أي سلطة رجال الدين؛ بالإسلام الرحماني، لا إسلام السلطة والقوة.

يتناول الباحث آراء سروش حول السلطة في الإسلام وموقفه من إكراه النّاس على الدّين وموضوعات الزعامة الدنيوية والجهاد وإقصاء الآخر في ضوء النَّص القرآني التخويف والعنف، عارضاً للسجال بين المفكرَين.

سعى المقال إلى التعريف بسلسلةً جديدةً من المحاضرات العلميّة المهمّة التي يلقيها هذا الفقيه والمفكّر الإسلامي في العالَم الافتراضي؛ منذ فبراير (شباط) 2020، وذلك في معرض نقده المُمَنهج والمتأنّي لآراء وأفكار طرحها المفكّر الإيراني الآخَر عبدالكريم سروش حول موضوعة الإسلام والسلطة في خريف وشتاء عام 2020. وعلى الرغم من أن الأخير لا يمثّل توجهات الإسلام السياسي، بيد أن آراءه الأخيرة التي تصدّى لها كديور، تتماهى كثيراً مع أبجديات الإسلام السياسي والتيارات الجهاديّة والدعوية. ناهيك عن تضمّنها مغالطات وأفكاراً ذوقية، وغير مستندة حول الإسلام والشخصية النبويّة، واتخاذ جلال الدين الرومي وديوانَيه المثنوي وشمس معياراً ومصدراً رئيساً لدراسة القرآن، ومنطلقاً لمعالجة النزعة التسلطية والفردية في الإسلام! إنَّ محسن كديور الذي يمثّل أحد أبرز المفكرين القائلين بالإسلام الرحماني منذ أزيد من عقد؛ يقدّم قراءة منهجية وموضوعية للإسلام تقوم على مقوّمات عدّة، أهمّها: رضا الله، والعدالة، والعقلانية، والرَّحمة، والأخلاق، والكرامة، وحقوق الإنسان، والحريّة، والاختيار، والعلم، والتكنوقراطية، والديمقراطية، والعلمانية العينية. ملخَّص ما عرضه عبدالكريم سروش في محاضراته حول الإسلام والسلطة، هي جملة من الآراء والأفكار التي صرّح بها مستشرقون ومفكّرون قبله، وما سلسلة محاضرات كديور إلا للردّ العلمي على كلّ واحدةٍ من هذه الآراء.