قراءة تاريخية ونقدية لأسفار النساء في العهد القديم: راعوث وأستير ويهوديت

45.00 د.إ

دانيال عيوش

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قّدم دانيال عيوش -أستاذ العهد الجديد في جامعة البلمند، لبنان- قراءة تاريخية ونقدية لأسفار النساء في العهد القديم: راعوث وأستير ويهوديت. ووجد أن هذه الأعمال الأدبية الثلاثة ذات المحتوى الحكميّ العالي عكست انفتاحًا فكريًّا ولاهوتيًّا جليًّا على الشعوب الأممية، وإن كان أسيادها يتعاملون مع شعب إسرائيل الصغير بقوة طاغية وظالمة في معظم الأحيان. علاوة على ذلك، وجد الباحث أن كتّاب هذه الروايات لا يظهرون أي شكوك بحكمة المرأة وذكائها، لا بل بالعكس، فإنهم يشددون على قدرة المرأة على المضي قدمًا في عالم قائم على تسلط الرجال.

تحدثت أسفار راعوث وأستير ويهوديت عن تحرر المرأة وتمكينها بلغة عصرها، في القرنين الأخيرين قبل المسيح، فتظهر أن الله يبارك أعمال النساء، ويسند مبادراتهن في تغيير أي تصرف ظالم في المجتمع. تُثني هذه الأسفار على شرف النساء اللواتي استطعن أن ينتصرن في عالم مليء بالعنف والظلم، فيتغلبنَ عليه بسلوك حكيم مثل ما نراه في رحمة راعوث وصمود أستير وحكمة يهوديت.

يخلص عيوش إلى أن هؤلاء النساء الثلاث جسدن رسالة القصيدة الأبجدية الواردة في خاتمة سفر أمثال سليمان، وهي بمثابة مديح للمرأة الفاضلة التي تعرف إدارة الأمور اليسيرة والعسيرة. إنهن يجسدْن الحكمة التي أشاد بها الملك سليمان والكتابات الحكمية الأخرى في التناخ اليهودي. كما أنهن يمثّلن أيضًا الإيمان والرجاء بالعناية الإلهية الحاضرة في الخليقة لصالح هؤلاء الذين يبذلون أنفسهم من أجل الضعفاء المحتاجين، دون أن يحتسبوا المخاطر والعواقب كما يعمل أبناء هذه الدنيا. أما هؤلاء النساء فينطلقن مما تعلَّمْنَه من محبة الله وسيادته الرحيمة على كل البشر.