قراءة في الرؤية النسوية لمواقع النساء في الإسلام

45.00 د.إ

هند مصطفى

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قدمت هند مصطفى -باحثة مصرية متخصصة في دراسات المرأة، رئيسة وحدة الدراسات والنشر والمكتبات في منظمة المرأة العربية- قراءة في الرؤية النسوية لمواقع النساء في الإسلام، بدأتها بتناول السياقات المعرفية والأيديولوجية، ثم عرجت على الدراسات النسوية في الإسلام، واستعرضت مفهوم (الإسلام) في الكتابة النسوية، مسلطة الضوء على بعض أعمال فاطمة المرنيسي (1940-2015) الذي شكل صدور كتابها «النبي والنساء» باللغة الفرنسية عام 1987 نقلة مهمة في التناول النسوي لقضية المرأة في الإسلام، وعلى الرغم من أنه لم يكن العمل النسوي الأول في هذا المضمار، فإنه كان أنموذجاً رائداً لعمل يستخدم المرجعية النسوية.

وترى الباحثة أن في تحليل المرنيسي وفي تحليلات أخرى، ينطلق البحث عادة من جهد استقصائي يدعي أنه يستهدف التمييز بين المقدس والتاريخي والحقيقي والزائف والأصل والموضوع، ويشتغل على تنقية الأساس الإلهي من الشوائب الثقافية بما فيها من تحيزات ذكورية. إلا أن ذلك الجهد البحثي يبدو محملاً بتحيزاته الخاصة، وينطلق من أرضية معرفية مغايرة (الحداثة وما بعدها)، ومن أرضية منهجية تختلف في جوهرها كل الاختلاف مع فكرة الدين، إذ ترفض المناهج ما بعد البنيوية (التفكيك) بالأساس فكرة المطلق والثابت والإطار المرجعي، بل يرفض خطاب التفكيك وجود أي مركزية وأي مصدر متعالٍ للمعرفة وأي حقيقة خارج اللغة (النص). بل وحتى المفاهيم التي يستدعيها الباحث ويستخدمها تنتمي أحياناً لنسق تاريخي وخبراتي مختلف. وفوق هذا أحيانا ما يكون المخاطَب في المقام الأول أجنبياً بحكم الوجود والانتماء الأكاديمي. كل ذلك يؤدي إلى توجيه الجهد البحثي نحو اختيار الحل الأيسر لمعضلة موقع النساء في الإسلام. فطالما أن البنية كلها مربكة، فالأفضل تركها جانباً. وكما في التجربة الغربية الحاضرة، ترى كثير من النسويات أنه من الأفضل أن يظل الدين الروحي داخل مؤسساته، وينفصل تماماً عن أي أطر علمية أو قانونية أو تنظيمية للمجتمع ولحركة الأفراد وحرياتهم وتعاملاتهم ولا يشكل مرجعاً لأي منها، وأن يكون البديل هو تنظيم وضعي معاصر كما فعلت الخبرة الغربية. مقابل هذا التوجه، تقتحم نسويات أخريات ميدان التأويل الديني من موقع الإيمان بأن بعض الفقهاء قد حرّف جوهر النصوص التأسيسية.