قراءة في كتاب صيف أفغانستان الطويل

45.00 د.إ

قراءة: إبراهيم أمين نمر

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قدّم إبراهيم أمين نمر، باحث أردني متخصص في مكافحة التطرف والتطرف العنيف، عضو هيئة التحرير في مركز المسبار للدراسات والبحوث، قراءة في كتاب صيف أفغانستان الطويل لمؤلفه أحمد زيدان، حيث بيّن أن هذا الكتاب الصادر في عام 2021، والذي جاء في 500 صفحة، يوثق رؤية الباحث السوري أحمد موفق زيدان لعصرين: الأول عصر ما يسمى بالجهاد الأفغاني، والثاني عصر طالبان (1996 – 2001)، زعم أنه بناها على يوميات ومذكرات منذ منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم. جاء الكتاب في سبعة فصول: «الحركة الإسلامية من الميلاد إلى انقلاب داود»، و«الحركة الإسلامية والرد على الانقلابات»، و«الغزو السوفيتي.. سنوات الجمر»، و«من الانسحاب السوفيتي إلى سقوط كابُل»، و«كابُل والحرب العبثية»، و«طالبان والزحف السريع»، و«النسر الأميركي بالقفص الطالباني».

يخلص الباحث نمر إلى أن الكاتب الذي انبرى في تمجيد كتابات سيد قطب وأبي الأعلى المودودي وحسن البنا والاحتفاء بنهل الجماعات الأفغانية المقاتلة منها، حاول أن يبين أثر دورها في تشكيل الوعي (المقاوم للاحتلالات) كأبرز المعالم في تطور و(ارتقاء) الجماعات المقاتلة في رسم النهج التحرري لهم، في حين يتوقف الكاتب عن الاستدلال بذلك لدى نشوء الحركة الطالبانية، وتقديمها للقارئ بعباءة المولوي كما أشار في تعريفه له، قبل أن يكشف عن غايات المولوي السياسية وتحالفاته العسكرية، وعليه قد يتوهم القارئ أن الحركة منفصلة عن تلك الأفكار، متجاوزًا قولبتها فيما كان يتشدق في حديثه عن كتابات أولئك الحركيين الإسلامويين إنجازًا لهم ولأرصدتهم، كما ظهر، في محاولة إخفاء وتدثير للصورة الذهنية التي قد ترتبط بهم في وصمها «الإخواني»، خصوصًا في ظل الصعود الذي شهدته الحركة بعد الانسحاب الأميركي ومساعيها في اعتراف دولي وقبول أممي. أما في حديثه عن ظهور داعش في أفغانستان تجنب أية إشارة للمؤلفات ومر على حضور التنظيم الإرهابي على مضض، مع حديثه عن انضمام عدد من مقاتلي الحركة للتنظيم، كان مرده إخفاء موت زعيم الحركة الطالبانية الملا عمر، يعاتب المؤلف تنظيم داعش بقوله إن من حماقات التنظيم صنف طالبان أفغانستان ضمن قائمة أعدائه، قبل أن يستشهد بأحد قادة طالبان فيما سجلته أفعال التنظيم لتجعل بعض عناصر الأخيرة من قيادات تنشق وتنضم للحركة في هجرة عكسية مجددًا، ليتمثل أمامنا بشكل جلي دورتهما الانشقاقية، وفي دائرة أكثر اتساعًا نواتها «الإخوان».