كتابات المنشقين في نقد الإسلاموية: فريد الأنصاري وعمر العمري وأكرم لحسن

45.00 د.إ

أيمن المرابط

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تتناول دراسة الباحث أيمن المرابط، باحث مغربي في مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث-المغرب، تجارب نقدية لعدد من المحسوبين سابقًا على الإسلاموية المغربية، وتتوزع على المحاور الآتية: أولاً: ماهية الإسلامويين سابقًا؛ ثانيًا: دراسة لنقد فريد الأنصاري للمشروع الإسلاموي، وتدرجه وصولًا إلى النقد المباشر في البيان الدعوي ثم كتاب الأخطاء الستة الذي شخّص فيه المعضلة الإسلاموية؛ يتناول المحور الثالث رواية عمر العمري، التي أصدرها منتقدًا فيها الإسلاموية ثم نأتي إلى كتاب «الذئاب الملتحية» لكرام لحسن، الذي انتقل إلى نقد مباشر لحزب العدالة والتنمية، وجناحه الدعوي.

ويستخلص من الكتب النقدية للإسلاميين المغاربة السابقين مجموعة من الاستنتاجات والخلاصات، يوردها في النقاط التالية:

توحدت الانتقادات في معالجة قضية الدين والسياسة، من خلال رفضها لأطروحات وأفكار الإسلام السياسي التي تبنتها الجماعات الإسلاموية، سواء حركة التوحيد والإصلاح أو جماعة «العدل والإحسان»، واتفاقها على أن السلطة الدينية يجب أن تبقى في يد المؤسسة الملكية باعتبار الملك هو أمير المؤمنين، وله من الصلاحيات الدستورية والدينية ما يخوله تنظيم الحقل الديني بالمملكة المغربية والسهر عليه، وبالتالي فالمغرب ليس في حاجة إلى نماذج إسلامية تعتقد أنها وصية على تديّن المجتمع، لأن هذا المجتمع لديه نموذج ديني قائم على روابط متينة عقدياً وفكرياً وتاريخياً ألا وهي روابط البيعة، وهذا النموذج المغربي يحمي البلد من كل الفتن السياسية، بما فيها الإسلامية، بل يسمو بالدين عن المجال السياسي الضيق ويمنع هذه الجماعات من القيام بالوصاية الدينية والسياسية والأخلاقية على المواطنين المغاربة.

بخصوص التوقيت الذي صدر فيه كل كتاب على حدة، فإنه يجعل المتتبع ينتبه إلى أن أعمال فريد الأنصاري صدرت في وقت كان الإسلامويون بالكاد قد انخرطوا في المشاركة السياسية، لكنه فطن إلى فشلها في الساحة السياسية في وقت مبكر قبل سنوات، ووجه كتاباته النقدية بالتدريج وليس دفعة واحدة، على الرغم من امتلاكه كل الأدوات والمعارف التي تسمح له بذلك، حيث اختار التدرج في الأسلوب النقدي بدءاً من «الفجور السياسي» حتى كتاب «الفطرية»، أما على أرض الواقع، فإن حزب العدالة والتنمية والحركات الإسلاموية ككل، كانت تعيش على وقع النجاحات السياسية عند كل محطة مهمة كالانتخابات البرلمانية والمحلية والتموقع أكثر فأكثر في مقدمة المشهد السياسي المغربي حتى وصلت إلى القمة مع أحداث يناير (كانون الثاني) 2011».

اعتبر الإسلامويون آنذاك أن كتابات الأنصاري النقدية كيدية وموجهة من قبل طرف سياسي آخر، وقوبلت بنوع من السخرية والهجوم عليها، والجدير بالذكر هنا أن فريد الأنصاري تعامل مع الردود السلبية والقدحية على كتاباته بإصدار المزيد من الكتابات، وكان توقيت نشرها يتزامن في كل فترة -تقريباً- مع الاستحقاقات السياسية الكبرى التي تشهدها المملكة، وتشارك فيها الحركة الإسلامية عبر حزبها العدالة والتنمية.

أما رواية عمر العمري أو كتاب لحسن كرام فتوقيت صدورهما، كان في السياق الزمني الذي كان حزب العدالة والتنمية هو الحزب الحاكم، وحركة التوحيد والإصلاح جناحه الدعوي في عز قوتها، يعني هذا الأمر أولاً وجود جرأة نقدية مهمة لدى الكاتبين، واستعداد نفسي وشخصي لأي مواجهة حادة قد تحدث بينهم وبين أعضاء الحركة والحزب وأنصار هذا الحزب الذين كانوا بعشرات الآلاف، وكان الاعتقاد السائد عند الكثير من الأتباع أن انتقاد حركة التوحيد والإصلاح أو العدالة والتنمية، هو انتقاد للدين خصوصاً عند المنتمين انتماءً عقدياً وأيديولوجياً، أو انتقاد للعمل الديمقراطي وكأن المُنتقد يسبح عكس التيار، وأنه من أعداء النجاح لهذا الحزب، وهذا معطى لا ينطبق على المنتمين سياسياً وحسب، بل ينطبق أيضاً على الذين تعاطفوا حد التأثر بأدبيات الحزب والحركة.

يزعم الباحث أن هذه النماذج المستعرَضة تشكل مادة مهمة لأي باحث في تاريخ الحركة الإسلاموية بالمغرب، خصوصًا أنها لا تختلف إجمالاً عن تجارب إسلامويين آخرين من بلدان أخرى نظرًا لتشابه الأفق الأيديولوجي، ما دامت جميع الحركات الإسلاموية في المنطقة العربية والإسلامية تنهل من مرجعية إسلاموية، تعج ببعض الفوارق النظرية، لكنها تعج أيضاً بالكثير من القواسم المشتركة، وفي مقدمتها أسلمة المجتمع والنظام والدولة، و«عودة الخلافة»، وشعارات من هذه الطينة التي تشتغل عليها الإسلاموية منذ قرن تقريباً، أي منذ الإعلان عن تأسيس أول مشروع إسلاموي في المنطقة، مع تأسيس جماعة «الإخوان المسلمين».