كتب مواجهة التطرّف في المغرب: نماذج واتجاهات

45.00 د.إ

يوسف شريف الميموني

التصنيف: الوسوم:

الوصف

سعى يوسف شريف الميموني -باحث مغربي في الفلسفة- في دراسته إلى عرض التفاعل الفكري لعدد من الباحثين المغربيين مع ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف، خلال العقود الأخيرة، بعد تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية عام 2003، واختار نماذج من الكتب نقدت تنظيرات الإسلامويين أو تفاعلت معها. جاءت الدراسة في ثلاثة محاور: أولًا: المواجهة الفكرية للتطرّف العنيف، ثانيًا: إرهاب 16 مايو (أيار) 2003 وبداية الإصدارات الفكرية ضد الإرهاب، ثالثًا: القراءة المغربية المضادة للإرهاب.. نماذج مختارة.

على الرغم من التراكم الكمي والنوعي المعرفي لمواجهة الجماعات الإسلاموية التكفيرية، وبالموازاة مع ما كان منتظرًا أن تتطرق إليه الأدبيات الفقهية التي تنتقد التطرف العنيف والصادرة عن المؤسسات الدينية؛ انتظر الرأي العام المغربي ثلاث سنوات بعد اعتداءات الدار البيضاء الإرهابية، لكي يطلع على كتاب كان مرجعيًا في تفكيك جماعات التطرف العنيف بالمغرب. يتعلق الأمر بكتاب «طواغيت الخوارج بالمغرب بين الفتاوى التكفيرية والعمليات الإجرامية الانتحارية»، لمؤلفه الباحث علي بن صالح الغربي، حيث دافع عن تيار السلفية التقليدية أو السلفية العلمية، مقابل نقد السلفية المعتدية بالقتال، وقد خصص الفصل الأول من الكتاب للتعريف بالخوارج وما ورد في حقهم من الأحاديث وأقوال أهل العلم، ثم تبعه باب «الدعوة السلفية واعتقاد السلفيين في حكام المسلمين»، وباب آخر يحمل عنوان «السلفية الجهادية رواية صحفية»، ثم مبحث «المؤسسات الثلاث التي ساهمت في بروز طغاة الخوارج بالمغرب»، وخصَّ بالذكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية والمجالس العلمية، وزارة الثقافة، ثم صحفًا يصنفها في خانة «التشهير».

يرى الباحث أن هذا التباين بين الحضور الكمي والتواضع النوعي، قد يكون أحد الأسباب التي دفعت عبدالحق الخيام، الرئيس السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، لدعوة المفكرين المغاربة إلى تفعيل دورهم في تفكيك التطرف، وذلك في مارس (آذار) 2017 أثناء مشاركته في الندوة «الجهوية والسياسات الأمنية»، منتقدًا غياب المفكر المغربي عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فكر التطرف، ومؤكدًا أن السلطات الأمنية تعالج الظاهرة من الناحية الأمنية، لكنها ظاهرة تنبني على أيديولوجية، والأيديولوجية يجب مواجهتها من طرف المفكرين، الذين يجب أن يعودوا إلى الرسالة المنوطة بهم، وهي محاربة جميع الأفكار المتطرفة، التي تزرع الكراهية في نفوس شبابنا.