كيف يؤثّر الإسلامويون في دراسات الإسلام السياسي غربيًا وعربيًا؟

45.00 د.إ

نزهة صادق

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قدّمت الباحثة نزهة صادق، باحثة مغربية متخصصة في التواصل، في هذه الدراسة مادة رصدية عن الحضور البحثي الإسلاموي المغربي في المراكز البحثية، سواء تعلق الأمر بحضور الظاهرة الإسلاموية في المراكز البحثية العربية والغربية، أو حضور الباحثين الإسلامويين، خصوصاً الباحثين من أتباع المرجعية الإخوانية، في المراكز نفسها، ومع أن الدراسة اقتصرت على بضعة أمثلة، إلا أنها معبرة عن طبيعة الأداء والانتشار والتفاعل، وهي معالم غائبة بشكل كبير في ما يُنشر حول الظاهرة بشكل عام، إضافة إلى أنها تساعد المتتبع على أخذ فكرة أولية أو شاملة على طبيعة هذا الانتشار، وتأثيره محلياً وإقليمياً، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمشاريع إسلاموية، لها أهداف واستراتيجيات وارتباطات، وليست مجرد ظواهر مجتمعية عابرة.

وتعرّضت على نظرية التخادم، وترويج الأسماء عبر دوائر إنجليزية قطرية مغاربية، إذ ساهمت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في تنامي الاهتمام بالإسلاموية الإخوانية، فبينما انخرطت أنظمة عربية وإسلامية في مواجهة التطرف، وطرحت استراتيجيات، صدرت -بالمقابل- تقارير عن مراكز بحثية في الولايات المتحدة الأميركية، دافعت عن أحزاب «الإسلام السياسي»! وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وذلك في إطار نظرية «مواجهة العمل الإسلاموي الإرهابي بالإسلام السياسي!»، فاستفادت أحزاب الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان وتنظيمها، من نتائج هذه الاعتداءات، فنصبت نفسها معنيةً بتطبيق السياسات التي بلورتها الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة، بالتعاون مع بعض الدول العربية، في مواجهة ما عرف بـ«الجهاديين»، وذلك في إطار مشروع عالمي أطلق عليه «الحرب على الإرهاب» قبل أن يضاف إلى الاسم خلال السنوات الماضية، وبالتحديد بدءاً من 2016 و2017، مع الإعلان الرسمي في هيئة الأمم المتحدة عن تبني شعار «التطرف العنيف» عوض الحديث عن الإرهاب باسم الدين، من أجل إزالة اللبس الذي ارتبط بتلك الشعارات التي صدرت بعد مجموعة من الاعتداءات قام بها إسلامويون إرهابيون، حيث شكلت تلك الأحداث محطة مفصلية تقف وراء شروع مؤسسات بحثية غربية ومعها بعض المؤسسات البحثية العربية، في تسليط الضوء على الإسلاموية التي باتت تصنّف سياسيةً ومقاتلة! في إطار التمهيد الفكري والأيديولوجي الذي يستهدف الرأي العام في المنطقة العربية، ونسبة من النخب السياسية والأمنية والفكرية والدينية وغيرها؛ والترويج لوجود بديل للأنظمة السياسية الحاكمة في المنطقة، والتي عجزت -من وجهة نظر هذه المراكز البحثية الأميركية- عن مواجهة الخطر الإسلاموي المقاتل «الجهادوي»، وهذا خطاب للتذكير ما زال يُروج حتى بعد عقدين تقريباً من تلك الأحداث من طرف الأقلام نفسها، سواء كانت مع الإسلاموية أو كانت مقربة منها.