الوصف
تناولت دراسة ماهر فرغلي -باحث مصري متخصص في الحركات الإسلاموية- الشبكات الإسلاموية المتطرفة في أميركا اللاتينية وانتشارها، فركزت على المؤسسات الخلفية الحاضنة للتطرف، وقوائم الشبكات المتطرفة، وتأثيرها في مستقبل هذه الشبكات.
يرى الباحث أن تنظيمات مثل القاعدة وداعش وحزب الله نجحت في بناء قاعدة كبيرة لها في دول أميركا اللاتينية عبر مؤسسات العمل الاجتماعي والدعوي، وبناء شبكة من المدارس والجمعيات، التي تتقاطع مع مؤسسات رئيسة رسمية متصلة مع العالم الإسلامي، دون أن ينظر لها الجميع بأي ريب، إلا أنها نجحت في العمل بين الأقليات الدينية ونجحت في التخفي والكمون. كما اخترق التيار السروري مؤسسات عدة، ويحرص على إنشاء مؤسسات كثيرة، وهناك شخصيات ليست تنظيمية، عملت من أجل «البيزنس وتجارة الحلال». وبيّن فيها كيف استغل عناصر من المنضوين في التنظيمات الإسلاموية في أميركا اللاتينة الحريات بعد حصولهم على الجنسية، وأثّروا في طريقة تفكير الجاليات المسلمة، وسعوا إلى التواصل مع النخب المسلمة وغير المسلمة العاملة في وسائل الإعلام والحكومة والأكاديميات، ووفروا الخدمات الاجتماعية للعائلات المتواضعة ماديًا من المسلمين أو غير المسلمين. ومع الوجود الإخواني الكبير في أميركا اللاتينية، تمكنت مؤسسات الجماعة من حماية الإخوان الهاربين، بعضهم موضوع على قوائم الإرهاب الدولية، وأصبحت أميركا اللاتينية تمثل ملاذًا آمنًا لعناصر هاربة، ومكّنتهم قوانينها من الحصول على جنسية بعض الدول، مما يمكن أن يشكل خطرًا مُستقبليًّا.
يستنتج الباحث أن التنظيمات الإسلاموية المتطرفة تستغل الحريات في دول أميركا اللاتينية في سبيل بناء مؤسسات ونشر أيديولوجيتها. ومن أجل مواجهة هذا الخطر، من المهم أن تقوم الدول بوضع لوائح واضحة للمنظمات والشخصيات الإرهابية، وأن يتم دعم مُؤتمرات دعاة الوسطية، والتنسيق مع الدول بالقارة، وإنشاء هيئة مسؤولة عن تنسيق العمل الدعوي والاجتماعي، والتدقيق في ملفات المسافرين إليها. ومن المهم الفصل بين مؤسسات البيزنس، التي تتخذ الدعوة الدينية وسيلة للكسب، والمؤسسات الدعوية، التي تستغل الدعوة في تمويل عمليات التجنيد والاستقطاب، وأخيرًا، توعية الجاليات المسلمة على مخاطر الإسلامويين.