الوصف
تناولت دراسة فراس رضوان أوغلو، باحث تركي، توظيف بعض التيارات الإسلاموية في إيران فكرة التقريب بين المذاهب، عبر تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الذي يُروج فيه لأفكار سيد قطب عبر مؤتمر سنوي. فيقسم دراسته إلى قسمين: أولاً: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. ثانيًا: استغلال إيران المؤسسات العلمائية لترويج أفكار سيد قطب.
يختتمها بالقول: إن التقريب لإيران يشكل ديمومة في الدول التي حقّقت فيها هيمنة أو حضورًا بشكله الديني أو العسكري، ولذلك فإنها تقيم المؤتمرات وترفع شعار التقارب لتنزع فتيل ردة الفعل الشعبية، من خلال ادعاء أنه لا طائفية في الهيمنة ولا طائفية في المجازر، إنما الخلاف في أصله مذهبي، ولمنع تفاقم الخلاف، أو القيام بردة فعل تتناسب مع الفعل علينا بـ«التقارب المذهبي». ويهدف «التقارب المذهبي» إلى التغطية على مشاركتها العسكرية خارج إيران.
يستهدف «مجمع التقريب بين المذاهب» دول العالم الإسلامي بالتقريب، ويحاول إبراز أن إيران دولة تمد يديها وذراعيها لبقية المذاهب الإسلامية، وأنها راعية التقريب في العالم، وفي الوقت ذاته يغيب خطاب «التقريب» ومؤتمرات «التقريب» وفعاليات «التقريب» عن أهل السنة في إيران!
لعل استخدام إيران فكرة التقريب ينضوي على حيلة ذات مغالطة كبيرة، وتحوي فخًّا كبيرًا لكل من لا يجاريها في مشروعها أو يتصادم معها، فهي ظاهرًا تمدّ يدها نحو العالم العربي والإسلامي بـ«التقريب» وتحاول أن تُظهر حسن نية كبيرة في سعيها للتقارب مع المذاهب الإسلامية، فمن وقف بوجهها، أو حاول أن يقف حائط صد أمام أي مشروع يُقام بغطاء التقريب، فسوف يظهر على أنه هو الرافض للتقريب، وهو الذي لا يقبل التقارب والمودة ونبذ الخلافات، وأنه هو المتعصب المتطرف… إلخ.
إن «المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب» ليس مجمعًا، ولا علميًّا، ولا يعمل على التقريب، فالقضية ليست هي مجرد خلاف مذاهب، فالمسألة أبعد من ذلك.