مجلس الحكم العراقي 2003: خيار الدولة أم خيار السلطة؟

45.00 د.إ

سمير شاكر الصميدعي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

درس سمير شاكر الصميدعيعضو مجلس الحكم العراقي ووزير الداخلية الأسبق، ثم سفير العراق لدى الولايات المتحدة الأميركية- درس خلفية تشكيل مجلس الحكم، والمحطات التي مر بها منذ تشكيله وعلاقاته مع القوى، ودوره في كتابة الدستور العراقي المؤقت، والموقف من القضية الطائفية، وكيف تفاعل معها. يخلص في دراسته إلى أن مرحلة مجلس الحكم كانت صعبة وقاسية، محفوفة بالأخطار والعنف والفوضى تقودها جهتان: سلطة الائتلاف ولديها إمكانات كبيرة، وكانت في قيادتها العليا متمثلة بالرئيس جورج بوش والسفير بريمر، راغبة في إحداث نقلة كبيرة في العراق تحوِّله إلى حليفٍ مستقبلي، ولكن هذه الرغبة لم تتحقق لعدة أسباب كما يوجزها: أولاً: جهل هذه القيادة بطبيعة وجسامة التحديات التي تواجهها. ثانياً: النظرة القاصرة المتمثلة في تبويب الشعب العراقي في معسكرات ثلاثة: الشيعة، والسنة، والأكراد، في حالة انفصام ونزاع وتنافس، وليس في حالة تمازج وتعاون وتكامل. ثالثاً: عدم سيطرتها على أجهزتها التنفيذية العسكرية والمدنية التي كانت تتصرف على أهوائها في الكثير من الأحيان. أما من الجانب العراقي فكانت القيادة، متمثلة في مجلس الحكم، مجتمعة على بعض الأهداف، لكن لكل مجموعة منها أولوياتها، والمجموعتان الأقوى كانتا الإسلاميين الشيعة والأكراد، وكانت لكل منهما أولويات ليس في مقدمتها بناء دولة موحدة قوية متصالحة مع نفسها، وإنما كان الإسلاميون يتهيؤون للقفز على السلطة واستلامها باسم الأكثرية، وبأقرب وقت ممكن، وكان الأكراد حريصين على استقلاليتهم بدعوى أنها الضمانة الوحيدة لحمايتهم من تكرار الماضي المأساوي. فهو يرى أن المجلس في النهاية، وإن نجح في بعض القضايا الجزئية المهمة، إلا أنه أخفق في القضية الجوهرية الكبرى لتلك المرحلة، وهي وضع الأسس السليمة لبناء دولة جديدة عادلة ومستدامة، وكان في هذا إضاعة فرصة كبيرة على الدولة، وتبدد الأماني والآمال التي كان العراقيون يحلمون بها لمستقبلهم.