الوصف
تتناول دراسة أحمد فؤاد -باحث وصحافي استقصائي مصري- العنف لدى حسن البنا وسيد قطب، ويبيّن الخلط بين حركات المقاومة الشعبية التي تختلف عن الحركات والجماعات الإسلاموية التكفيرية المسلحة من حيث أهداف النشأة، إذ نشأت الأولى، للتصدي للاحتلال، ولذلك فمن المفترض أن تقتصر عملياتها على القوى الأجنبية، كما أنه من الجائز أن تتم تلك العمليات بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية (الجيوش النظامية لكل دولة). بينما تنشأ الثانية عادة بهدف أن تكون نواة لتأسيس ما تعتبره تلك الجماعات حكما إسلاميا، ولذلك تتسع عملياتها لتشمل كل من تعده عدواً أو عائقاً أمام تحقيق أهدافها، بما في ذلك المؤسسات الوطنية. وبما أن جماعات الإسلام السياسي مسلحة بطبيعتها ومتورطة، أو على أقل تقدير، مشجعة على العمل المسلح والاغتيالات السياسية، من البديهي أن تتعرض جماعة الإخوان للملاحقة من قبل المؤسسات الأمنية والعسكرية الوطنية.
إن العمل المسلح ربما كان أحد الأسباب التي أفضت إلى حل الأحزاب، في ظل نظام ما بعد 23 يوليو (تموز) 1952، وملاحقة بعض رموز تلك الأحزاب مثل: أحمد حسين (مؤسس كتائب القمصان الخضراء التي كانت الذراع العسكرية لحزب مصر الفتاة). بعبارة أخرى، لم تقتصر ملاحقة نظام ما بعد 23 يوليو (تموز) 1952 أو نظام جمال عبدالناصر على الإخوان، ليتم تصنيف تلك الملاحقة اضطهاداً سياسياً، بل إن الملاحقة اتسعت لتشمل الجماعات أو الأحزاب كافة ذات الصبغة العسكرية أو المسلحة.
وبما أن ممارسات جماعة الإخوان وطرح أيمن عبدالرحيم قد عبرا ضمنياً عن أهمية تأسيس الميليشيات المسلحة، ورفض اقتصار العمل العسكري على المؤسسات الوطنية، من وجهة نظر تيارات الإسلام السياسي، فمن المستبعد أن تتخلى فروع الإخوان عن كونها جماعة مسلحة، أو تقبل دمج قوتها العسكرية في مؤسسة وطنية في كل البلدان.