هل التطرف اللفظي تهديد للديمقراطية؟ دور «حزب التحرير» وحملته في السويد

45.00 د.إ

إليسا أوروفينو

التصنيف: الوسوم:

الوصف

قدمت إليسا أوروفينو -أستاذة مساعدة محاضرة في «الإرهاب بوصفه جريمة» و«مكافحة الإرهاب»، في «معهد تدريب الشرطة في المنطقة الشرقية» و«جامعة أنجلينا روسكن»- في هذا البحث تحليلاً عن إحدى القضايا الأشد إشكالية في البلدان الديمقراطية حاضراً، المتمثّلة في «التطرف اللفظي»؛ إذ يشير هذا المصطلح إلى كل المجموعات التي تملك أجندات قوية معادية للدولة ومناهِضَة للمؤسسات، لكنها لا تستخدم العنف في تحقيق أهدافها. وعلى الرغم من إمكانية تصنيفهم كـ«مبشرين بالكراهية»، من الصعب حظر مجموعات التطرف اللفظي في الديمقراطيات الغربية، لأنها تقدم نفسها كمجموعات احتجاج تحظى بحرية التعبير والحق في الترابط! لكن، ما الذي يعينه ذلك بالنسبة إلى الحكومات الغربية؟ وما الخطر الذي تحمله مجموعات التطرف اللفظي، على الدول الغربية وشعوبها؟ بهدف تقصّي هذين السؤالين المعقدين، تختار الباحثة «حزب التحرير» كحالة دراسة عن تلك المجموعات، وهو -برأيها- يشكل الخيار الأفضل لإجراء هذا التحليل؛ لأنه يبرز بوصفه أقدم المجموعات الإسلاموية العابرة للقوميات، التي لا تزال نشطة حتى الآن في السويد، مع أيديولوجيا تتصف بكونها متطرفة سواء في الغرب أو في معظم الدول الإسلامية.

تدرس الباحثة الأعمدة الأيديولوجية لحزب التحرير، ومنهجيته المتّبعة، وجاذبيته بين صفوف المسلمين في الغرب. وتحلل نشاطاته في السويد. وعبر تجميع بيانات أساسية، تستند إلى تدوينات في وسائط التواصل الاجتماعي (خصوصًا «فيسبوك»)، والمواقع الشبكية لمسؤولي «حزب التحرير»، والأخبار والمُدوّنات الإلكترونية؛ وبينت نتائج هذا التحليل أن نشاطات المجموعات غير العنفيّة/ اللفظية المتطرفة، تستمر في زعزعة الاستقرار، وتقود الناس إلى العزلة بل أحيانًا تعمل كمحفزٍ على الغضب الاجتماعي.

تشير الباحثة إلى أن التحدي اللفظي للديمقراطية بإمكانه أن يشكل بؤرة توتر ملتهبة، ضمن السياقات الغربية. لقد استطاعت هذه الجماعة الإسلاموية أن تُسبّب حالة قلق وتوتر في أوساط السلطات والمجتمعات السويدية، عبْرَ إطلاقها حملة منشورات تنتقد بقوة نمط حياة الغرب وسياساته، وتَرويجها أيضًا خطابًا معاديًا للاندماج. ويتعلق الخوف الأساسي المتولّد من انتشار أفكار «حزب التحرير»، بحقيقة أنها تستطيع دفع المسلمين إلى العزلة والاستياء، إضافة إلى توليد غضب اجتماعي قد يؤدي بالنتيجة إلى الإرهاب.

ناقش البحث المسلمات النظرية لدى هذه المجموعة، التي تستند إليها في رفضها القوي للغرب كنظام. وقد تعرَّفَ على السبب الرئيس للتنافر بين الإسلام والديمقراطية، فوجَدَ أنه يتمثّل -وفق رأي «حزب التحرير»- في عدم شرعية القوانين! التي يصنعها البشر وكل النُّظُم التي تستند إلى تلك القوانين. وإضافة إلى ذلك، ثمة توظيف ديني متطرف يربط بين تلك الفرضيات وبين دور «حزب التحرير» في وضع نفسه مراقباً دينياً للمسلمين. وعلى الرغم من أن المجموعة لم تُروّج للعنف أبدًا بصورة مباشرة، بل غالبًا ما أدانت أفعال عُنفٍ ارتُكِبَتْ باسم الإسلام، فإن مسلماتها الأيديولوجية المتشددة ضد الغرب كنظام، قادت أُناساً إلى تبني مواقف متطرفة تنجم عنها في النهاية، أعمالٌ عنفيّة.