هل نجح إدماج الجماعة الإسلامية بمصر؟ دراسة لحالة التنظيم

45.00 د.إ

ماهر فرغلي

التصنيف: الوسوم:

الوصف

سعت دراسة ماهر فرغلي -باحث مصري متخصص في الحركات الإسلامية- إلى قراءة التحولات والمراجعات التي قامت بها الجماعة الإسلامية في مصر والتراجعات التي أعقبتها، فتُركّز على نشوء الجماعة قبل حقبة التحول وكيفية تفاعلها مع مبادرة وقف العنف عام 1997، والصراعات الدائرة داخلها، وانشدادها تجاه حركة الإخوان لا سيما الجناح القطبي، والتحولات الجديدة التي عرفتها، والتي تُعد بمثابة الانقلاب الناعم على قيادات المراجعات الفكرية، مما طرح سؤالًا حول الجدوى من عمليات الإدماج، التي قام بها اللواء أحمد رأفت مع قيادات الجماعة داخل المجتمع. قسّم الباحث دراسته إلى سبعة أقسام: أولاً: النشأة وما قبل التحول؛ ثانيًا: أيديولوجية ما قبل التحول والدمج؛ ثالثًا: التحول نحو وقف العنف والخروج على المراجعات؛ رابعًا: فشل الإدماج والمبادرة والتحول الجديد؛ خامسًا: الجماعة والمواقف الضبابية؛ سادسًا: تحولات حركية استثنائية؛ سابعًا: الجماعة ما بعد تحولات عام 2022.

يرى الباحث أن الجماعات الإسلاموية هي كيانان كبيران؛ الأول إخواني، يمكن أن نضع أسفله القطبيين والأحزاب التابعة لهما، وكيان آخر سلفي أصولي تكفيري، لكن هناك في المنتصف بين الكيانين الأكبرين يمكن أن نضع تصنيفًا ثالثًا لكيان بينهما له ملامح مختلفة تأخذ من هذا وذاك، وهو أقرب للحركية الإخوانية والسلفية في آن واحد، مثل جبهة تحرير الشام في سوريا، وحركة طالبان في أفغانستان، والجماعة الإسلامية المصرية.

من هنا يخلص الباحث إلى أن الجماعة الإسلامية لا تزال تمثل رقمًا في حالة الحركات الأصولية داخل مصر، إلا أنها فقدت الكثير في معادلة قوتها، إذ مع تحولاتها المتعددة فقدت المميزات الأيديولوجية، التي كانت تستقطب بها المجندين الجدد، وفقدت الحضور الجماهيري، وأثّر تحالفها مع الإخوان في جعلها تعود للمحاصرة والإقصاء من جديد، مما أدى في النهاية لتشتت قياداتها ما بين الداخل والخارج، وأصبح لها خطابان مختلفان يتعاطيان مع الحالة السياسية المحلية في مصر، أو داخل الإقليم، فضلًا عن اختلاف قياداتها حول تلك التحولات.

تحاول الجماعة العودة الآن من باب محاولة اختراق الحوار الوطني، وإضفاء شرعية قانونية على وجودها داخل مصر، إلا أنه من المبكر الحكم على تلك العودة.

سوف تظل الجماعة موجودة لكنها ستصبح في حالة ضعيفة بعد خسارتها قدراتها الحقيقية المتمثلة في جيل الشباب، عقب الانقطاع الجيلي بين أجيالها المؤسسة والحالية.