الجدلية التاريخية بين موسكو وكييف وأثرها على العلاقات الكنسية

45.00 د.إ

أحمد دهشان

التصنيف: الوسوم:

الوصف

عرض الباحث المصري في التاريخ والعلاقات الدولية، أحمد دهشان، السجالات التاريخية، بين روسيا وأوكرانيا، بدءًا من انطلاق «الحركة الوطنية الأوكرانية» في القرن التاسع عشر، التي سعت في البداية، خلال الأعوام الممتدة بين (1846-1845) إلى إقامة حكم ذاتي أوكراني، في إطار وحدوي، يجمع «السلافيات الشرقية الثلاث»: روسيا، وأوكرانيا، وبيلاروس، داخل الإمبراطورية الروسية.

سعت الدراسة للكشف عن أصل الخلاف، وعلى أي أساس بنى كل طرف سرديته؛ فموسكو ترى نفسها الوريث الشرعي لدولة السلاف الشرقيين التاريخية، أما أوكرانيا فقد كانت كييف، مقرًا لعاصمة هذه الدولة والمركز الروحي لكنيستها. جاءت الدراسة في ثمانية أقسام: أولاً: أصل الأمة السلافية، ثانيًا: السلاف المحدثون، ثالثًا: تأسيس دولة السلاف الشرقيين وكييف، رابعًا: كييف أُمّ المدن الروسية، خامسًا: الاجتياح المغولي والهُويات السلافية الشرقية، يركز فيها على حقبة الحكم المغولي ((1242-1480، والحقبة المغولية-التترية، ودورها في تفكيك السلاف الشرقيين. سادسًا: الدين الجيوسياسي بين روسيا والغرب، سابعًا: الدِّين والعلاقات بين روسيا والغرب، ثامنًا: المسيانية في السياسة الروسية.

يخلص الباحث إلى أن أوكرانيا الدولة الناشئة؛ التي لم يكن لها وجود بحدودها الحالية، قبل الأول من ديسمبر (كانون الأول) 1991، تسعى لبناء هوية قومية، عبر سردية تاريخية خاصة بها، لكنها ترتبط بشكل وثيق بالتاريخ الروسي، مما يعزز من السردية الروسية، بأن أوكرانيا ليست دولة، وجزء لا يتجزأ من روسيا تاريخيًا، وتاليًا لا يمكن التأسيس لتاريخ قومي أوكراني منفصل عن روسيا. ففي حالة أوكرانيا، تعتمد سرديتها على أن كييف كانت مقرًا للحكم، في دولة كييف روس، بينما ترد روسيا، بأن العاصمة الأولى المؤقتة للسلاف الشرقيين كانت في ستارايا لادوغا، والعاصمة الأولى التاريخية في نوفغورود، والثانية في كييف، والثالثة بعد الاجتياح المغولي في فلاديمير، والرابعة في موسكو، وهو ما يرجح من كفة قيادتها، لوقوع عواصم أربع من أصل خمس في أراضي روسيا اليوم.

فيما يخص الكنيسة والإيمان الأرثوذكسي، تدعي روسيا، بأن القرم هي من حررتها من تتر القرم. واقعيًا، في معركة التاريخ والهوية والدين، يتصارع الروس والأوكرانيون على الشيء نفسه (من لديه الحق في زعامة السلاف الشرقيين). روسيا، تسعى لتأسيس إمبراطورية، والكنيسة، كان لها دور تاريخي في دعم موقف موسكو لأجل الوحدة السلافية الشرقية، بجانب تعزيز الشرعية التاريخية، ومن هذا المنطلق، يبرز دور الدين، وإصرار أوكرانيا على فصل كنيستها عن بطريركية موسكو، لضمان عدم اختراق جبهتها الداخلية، وإصرار الأخيرة على تبعيتها في ظل عدم وجود أي خلاف عقائدي بين الطرفين، وما ستمنحه لروسيا هذه التبعية من مكانة قيادة الأرثوذكس حول العالم.