الحركات النازية الجديدة في تشيلي: الحركة الوطنية الاجتماعية (2023-2017)

45.00 د.إ

إسحاق كارو

التصنيف: الوسوم:

الوصف

جاءت دراسة إسحاق كارو (Isaac Caro) -أستاذ في قسم السياسة في جامعة ألبرتو هورتادو (Alberto Hurtado University) بتشيلي- في أربعة أقسام، يتناول الأول الخلفية المعاصرة للحركة النازية الجديدة في تشيلي، والحركة الوطنية الاجتماعية المتهمة بالنازية. ويشير القسم الثاني إلى الإطار النظري للتوصيفات التي تفرِّق بين الحزب والحركة وأحزاب الحركات والنازية. ويشرح القسم الثالث الإطار المنهجي، بناء على دراسة حالة. ويعرض القسم الرابع النتائج.

ثمة سوابق مهمة لفضاء النازيين الجدد في تشيلي -كما يلفت الباحث- تعود إلى فترة الرايخ الثالث، حيث كانت هناك منظمة نازية وأحزاب سياسية، ومستعمرة ألمانية مهمّة، كانت جزئيًّا مدخلًا للأيديولوجية النازية. وفي حالة تشيلي، فإن افتراض وجود «عرق تشيلي»، كان يعتبر متفوّقًا، أدى إلى تطوير مفهوم «النازية» المتكيّف مع السياق التشيلي. وإلى جانب ما سبق، فإن ما يسمى «مذبحة سيغورو أوبريرو» يعد حدثًا أساسيًا تتذكّره حركة النازيين الجدد، بالإضافة إلى قادتها الرئيسين، ممثّلين بميغيل سيرانو وإروين روبرتسون وألكسيس لوبيز.

ظلّت باتريا نويفا سوسيداد ما يزيد على عقد من الزمان (2000-2010) الحركة الرئيسة لعالم النازيين الجدد في تشيلي. ويعود تفكّكها جزئيًّا إلى فشلها في تثبيت نفسها حزبًا سياسيًّا. وهنا يبرز طموح مهم للحركات السياسية النازية الجديدة: أن تصبح أحزابًا سياسية، ومن ثم تصبح منظمات مؤسسية. غير أن ذلك لم يكن ممكنًا. ويرجع ذلك جزئيًّا إلى وجود قانون مكافحة التمييز، وهو القانون رقم (20.609)، المؤرخ سنة 2005.

على أنقاض باتريا نويفا سوسيداد، تنشأ حركات جديدة، من أهمها الحركة الوطنية الاجتماعية، التي قادها وأسّسها بِدرو كونستمان سنة 2017، تحت شعار «الله، الوطن، العائلة». هذه الحركة، التي تعارض بشدّة «أيديولوجية النوع الاجتماعي»، لديها قادة مهمّون من اليمين المتطرّف الأوروبي بمثابة مرجعيات دولية. ويستند دعمهم إلى أيديولوجيتهم القومية، ومكافحة الهجرة ومعارضة الليبرالية. المرجعيات الدولية الرئيسة للحركة الوطنية الاجتماعية ليست حركات نازية جديدة أخرى، بل قادة اليمين الراديكالي الجديد. فلاديمير بوتين هو أحد القادة الدوليين الرئيسين، ويحظى بالتقدير لدعمه للأسرة، ومعارضته لمجتمع الميم، والولايات المتحدة وحلفائها، والليبرالية الجديدة. ومع بدء الحرب في أوكرانيا، تعزّز التقييم الإيجابي لبوتين وروسيا، من أجل مواجهة أوكرانيا المرتبطة بكل «الانحرافات الجنسية» القادمة من الغرب.

سالفيني وأوربان ولوبان قادة آخرون لليمين الراديكالي الأوروبي الجديد، يحظون بتقدير كبير من الحركة الوطنية الاجتماعية. فهم يقدّرون لمكافحتهم للهجرة والجريمة؛ ومعارضتهم للنزعة التقدّمية والعولمة، ممثّلة بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي؛ ودعمهم للقومية والتقاليد والأسرة.

وفي حالة أميركا، فإن الزعيم الرئيس المذكور هو بوكيلة، الذي يقدّر مرارًا وتكرارًا لمكافحته الجريمة. وهناك عدد أقل من الإشارات الإيجابية إلى ترمب وبولسونارو. من ناحية أخرى، هناك زعيمان آخران من اليمين الراديكالي الجديد، كاست وميلي، يحظيان بتقدير سلبي من الحركة الوطنية الاجتماعية: ينظر إلى النضال الصغير ضدّ الهجرة واقتراح تقليص الدولة، على التوالي، بأنهما يتعارضان مع الموقف القومي، ودعم السيادة الوطنية.