المسلمون في الإكوادور: الواقع والتحدّيات

45.00 د.إ

تروي إي سبير

التصنيف: الوسوم:

الوصف

تسترشد دراسة تروي إي سبير (Troy E. Spier)، أستاذ مساعد في اللغة الإنجليزية واللسانيات في جامعة فلوريدا إيه آند إم (Florida A&M University) ، بثلاثة أسئلة بحثية: كيف يمثّل المسلمون في الصحافة الإكوادورية من خلال المقالات المنشورة في صحيفة «إل كوميرسيو» (El Comercio)؟ ما المتلازمات الأكثر شيوعًا في المقالات التي تشير إلى المسلمين؟ كيف يرشد تحليل المشاعر هذه، المناقشة على نطاق أوسع؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، يدرس الباحث خلفية الهجرة إلى الإكوادور، ووجود العرب والمسلمين فيها. كما يسترشد بالمنهجية الحسابية التي تستند إلى مجموعة من نصوص منشورة، وتبني نتائجها ومخرجاتها الأولية على التحليل اللغوي الاجتماعي والخطابي، مع التركيز على المقاييس اللغوية الحسابية التقليدية، والتكرّر المعجمي والتوزيع، وتحليل المشاعر. وأخيرًا، يعرض الباحث الأفكار الختامية، ومجالات البحث المستقبلية في هذا الموضوع. ويقسم دراسته إلى أربعة أقسام: أولاً: «الأتراك » والمسلمون في المجتمع الإكوادوري، ثانيًا: المنهجية ومجموعة الكتابات، ثالثًا: تحليل البيانات الكمّية، رابعًا: تحليل البيانات النوعية.

يخلص الباحث إلى أنه في دولة عدد المسلمين فيها قليل جدًّا، ليس من المستغرب أن صحيفة «إل كوميرسيو» تولي تركيزًا واسعًا على سلوكيات من هم خارج البلاد. لكن إذا كان هناك مثل هذا القلق الكبير بشأن إمكانية التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين في الإكوادور، فمن الممكن -بطبيعة الحال- إيلاء مزيد من التركيز على تسليط الضوء على القضايا المحلية، الإيجابية والسلبية على حدٍّ سواء. ومع أن هناك ما يقرب من ألفي مسلم فقط في الإكوادور، فإن لهذا البلد تاريخًا من الهجرة من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وقد يعدّ كثيرون التأثير الإيجابي الذي أحدثه ذلك أمرًا مفروغًا منه. كما أنه بتوافر المساجد في المدن الثلاث الأكثر اكتظاظًا بالسكان، فإن من الممكن الدخول والمراقبة والتعلّم. لكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا للفرد، فإن في وسع المحرّرين في صحيفة «إل كوميرسيو» أن يدركوا أن المسلمين موجودون ويعيشون بسلام في الإكوادور ويسلطون الضوء على ذلك. غير أن التركيز حصريًّا على القضايا التي يسبّبها المسلمون أو تؤثّر عليهم في أجزاء أخرى من العالم، يعني تجنّب توطين جزء من السكان الذين يتميّزون في مجتمعاتهم بخلاف ذلك.

يرى الباحث أن المسلمين يواجهون العديد من التحدّيات داخل الإكوادور، ليس بسبب التمثيل الصحفي فحسب، وإنما بسبب تصوّرهم الأوسع أيضًا. إذا شعر الإكوادوريون، سواء أكانوا متديّنين اسميًّا أم لا، أن دينهم هو الأنسب (أي الكاثوليكية) وأنهم يشعرون بمستويات كبيرة من عدم الثقة بمن يتبعون معتقدًا مختلفًا، فإن الوصول إلى المسجد وحده لن يخفّف من هذا الانعدام للثقة. وعلى نحو ذلك، إذا كان عدد كافٍ من الإكوادوريين يعيدون إنتاج خطاب كاره للإسلام في الفضاءات الإلكترونية، وهي بيئة يمتلك الكوكب بأكمله إمكانية متسقة للوصول إليها، فسيصل ذلك بانتظام كافٍ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتأكيد التحيّزات القائمة، والاعتراض على وجهات النظر السائدة حاليًا، وفرض قصة واحدة. لافتًا إلى أن هناك بالتأكيد مجالات يمكن توسيع نطاق هذا البحث فيها. على سبيل المثال، مع أن هذه الدراسة تتناول -على وجه التحديد- المقالات المنشورة في صحيفة «إل كوميرسيو» (El Comercio)، توجد صحف أخرى واسعة القراءة داخل البلاد، مما قد يتيح «عدسة» مختلفة يمكن من خلالها فهم المسلمين. كما أن الدراسة الحالية تنظر فقط في التوسّل المعادل لكلمة «مسلم» في اللغة الإسبانية وليس المصطلحات الأخرى ذات الصلة. على سبيل المثال، مع أن معظم الإشارات إلى الإسلام تتم باستخدام خطاب غير مباشر (الدين الإسلامي)، فإن هناك شهادات على البند المعجمي المفرد «الإسلام» الذي يظلّ غير خاضع للمناقشة. وفي السياق نفسه، ربما يؤدّي فحص أكثر استهدافًا في مجال معيّن (مثل الكلمات باللغة العربية أو الأسماء الجغرافية) إلى نتائج مثيرة للاهتمام أيضًا. أخيرًا، تفحّص هذا الفصل على وجه التحديد مقالات تشمل في عنوانها و/أو محتوها كلمات «مسلم/ مسلمة/ مسلمون/ مسلمات»، غير أن ربط معاملتها وتكرار الإشارة إليها في مجموعة أكبر تحتوي على مقالات عن أي موضوع، يمكن أن يشير إلى مقدار بروز المسلمين في أذهان الصحفيين.