الوصف
تتناول دراسة علي خليفة -أستاذ التربية على المواطنية في الجامعة اللبنانية، وباحث مشارك في مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنيّة في لبنان- توظيف حزب الله في لبنان للشعائر الدينية مثل ذكرى مراسم عاشوراء، إذ تصبح حمّالة لأبعاد سياسية، وثقافية واجتماعية؛ ولا يمكن اقتصارها على البعد الديني. تفرد الدراسة بالتفصيل مساحةً لذكر الشعائر، التي يمارسها اليوم حزب الله في لبنان وجمهوره، طيلة فترة أربعين يومًا.
وتقسم الدراسة إلى أربعة أقسام: أولاً: مظاهر وافدة من إيران لإحياء عاشوراء والموقف منها قبل نشوء حزب الله. ثانيًا: الشعائر كما يمارسها حزب الله وجمهوره في لبنان، ويحدد جوانب منها: مجلس العزاء والبكاء المتضمن لذكر المصيبة والرثاء، ومواكب العزاء واللطم والسلاسل، والحسينيات في الأماكن العامة، والتعزية أو تمثيل الواقعة أو التشابيه، متسائلاً عمّا يميّز الزيارة والدعاء والأعمال الخاصة بجمهور حزب الله. أما القسم الثالث فحمل عنوان: اللاعقلانية في خطب عاشوراء: المنهج التربوي الخفي، وفيه يعرض ويحلل محتوى الخطبة. أما رابعًا: من النشيد الوطني إلى “سلام يا مهدي”.
يرى الباحث أن بعض طقوس عاشوراء في بعدها السياسي والديني تبرز وكأنها تفتح صراع الهويات الدينية/ الطائفية، أو هي تجسيد حقيقي لذلك الصراع ومتعلقاته السياسية. فممارسة طقس يبرز الهوية، مسألة تثير الجدل باعتبارها تحمل دالّة الحضور، فالهوية حاضرة قوية صامدة، وإن لم تفعّل ضد هوية الآخر، أو حتى إن لم تتضمن عملًا واضحًا بهذا المعنى، خصوصًا في أيام عاشوراء. ويشدد الباحث على أن الحضور الطاغي للهوية الشيعية في ممارسات الطقس يستفزّ، لا من جهة أن الطقس يحوي مصادمة للهوية الأخرى بالضرورة، كأن يتضمن تعريضًا بثقافة الآخر ورموزه، وممارسات الطقوس العاشورائية غير معنية بهذا الصدام ولا تتقصّده، بل لأن حضور الطقس هو حضور لثقافة منافسة، لرؤية دينية مختلفة، يرى البعض أن لا حق لها بالعيش، ولا حق لها بالتعبير عن نفسها. لافتًا إلى أنها تبدو ممارسة الطقس على طرفي نقيض من حيث النظر إليها: هي استعلان للهوية، واستقواء على الهوية المنافسة.