الوصف
ناقشت دراسة الخضر عبدالباقي محمد -باحث وأستاذ جامعي، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية في نيجيريا- العلاقة بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحقل الديني الفقهي. وتنقسم إلى محورين رئيسين: يتناول المحور الأول أدبيات الذكاء الاصطناعي، ويعرض المحور الثاني للعلاقة بين الذكاء الاصطناعي والحقل الديني، عبر الإضاءة على موقف الإسلام من التكنولوجيا الحديثة، وتطبيقاتها من ناحية التكييف الفقهي والأحكام التكليفية، كما تقدم مقترحًا للمقاربات الفقهية لدراسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، المتمثل في مدخل فقه المصالح والمقاربة المقاصدية. ويقسم دراسته إلى ثلاثة أقسام: أولاً: الذكاء الاصطناعي.. مدخل نظري، ويتناول فيه المفهوم والنشأة، وآلية عمل الذكاء الاصطناعي، ومكونات منظومة الذكاء الاصطناعي. أما ثانيًا: الذكاء الاصطناعي والحقل الديني، فيبحث في موقف الإسلام من التكنولوجيا الحديثة، ويبيّن أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي بين التكييف الفقهي والأحكام التكليفية، مقدّمًا المقاربات الفقهية في دراسة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. أما ثالثًا فهو: تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحدياتها.
يخلص فيها إلى أن التطبيقات المكتشفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل خطرًا وتهديدًا للجنس البشري، وتنذر بما يشبه كارثة على الأخلاق والقيم الدينية، التي تأسست عليها المجتمعات بسبب الأتمتة بإحلال الروبوتات الآلية محل الإنسان في معظم شؤون الحياة، الأمر الذي يتعارض مع فكرة خلافة الإنسان وتعميره في الأرض، والأخطر من ذلك تغييب المكون الصلب والركن الأساسي في التكليف الشرعي، وهو الإنسان المكلف والمسؤول عن تصرفاته، وعن نتائج سلوكه وعن أعماله، بالإضافة لإشكالات تهدد المجتمع جراء تداعيات تلك التطبيقات، منها القانونية والأخلاقية والروحية.
اقترحت الدراسة مدخلين فقهيين لرصد تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتداعياتها الإيجابية والسلبية هما: منظور فقه درء المفاسد وجلب المصالح، والمقاربة المقاصدية. وعلى الرغم من تلك المخاوف هناك قراءات أخرى تذهب إلى أنه لا ينبغي الاستسلام لهذا القلق من التقنيات الذكية، لأنها تحتاج لسنوات كثيرة من التطور البطيء والتدريجي، قبل أن تصل إلى المدى الذي تطرحه القراءات المتشائمة، وأن تلك التطبيقات تستند في تطورها إلى علوم وأفكار لا تزال في بداياتها.