عواقب الانقسام الكنسي على الكنيسة الروسية والمجتمع والسياسة

45.00 د.إ

يلينا بافلوفنا شيمياكينا & إيلين نيقولايفيتش فسيفولود

التصنيف: الوسوم:

الوصف

عرض الكتاب نصًّا لدراستين في اللغة الروسية، إحداها لـ يلينا بافلوفنا شيمياكينا (Елена Шемякина) (Elena Shemyakina، باحثة روسية، ونائب رئيس مجلس كنيسة الشفاعة لطائفة الأرثوذكس من المؤمنين القدامى في إيجيفسك، والثانية لإيلين نيقولايفيتش فسيفولود (Ильин Всеволод) (Ilyin Vsevolod) باحث روسي، وأستاذ مشارك في الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة برئاسة رئيس الاتحاد الروسي. نشرت الدراسة الأولى في كتاب (Историко-Культурное Наследие Славянских Народов) التراث التاريخي والثقافي، الشعوب السلافية» الصادر سنة 2016 عن دار (Ижевск)، جاءت تحت عنوان (К 350-летию раскола Русской православной церкви) « في الذكرى (350) لانقسام الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. أما الدراسة الثانية فنشرت في مجلة “العلوم التاريخية والآثار” (ИСТОРИЧЕСКИЕ НАУКИ И АРХЕОЛОГИЯ) الروسية تحت عنوان (Церковный раскол и русский православный традиционализм) “انشقاق الكنيسة والأرثوذكسية الروسية التقليدية” في عددها الصادر لسنة 2015.

وخلصت المادة إلى أن الانشقاق الديني داخل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، انعكس على المجتمع والسياسة في روسيا، وخلق فريقين: الأول، مناصر للسلطة الإمبراطورية، غربي الهوى والهوية. والثاني، تقليدي، يعبر عن المجتمع الموسكوفي القديم، وهو ما أدى لخلل في الهوية الروسية، ما زالت آثاره واضحة حتى الآن.

تتحالف القوة المحركة خلف الإصلاح الديني مع القيصر أليكس ميخائيلوفيتش والبطريرك نيكون، على الرغم من اختلاف أهدافهما. أراد الأول، تحويل الأرثوذكسية الروسية من هوية ذات خصائص محلية إلى أممية يونانية، لاجتذاب الشعوب الأرثوذكسية تحت حكم الإمبراطورية الروسية. بينما أراد الثاني، نقل مقر البطريركية المسكونية من القسطنطينية «إسطانبول» إلى موسكو، ليصبح أول بطريرك مسكوني، والقائد المتحكم في كل الأرثوذكس الشرقيين حول العالم، وهو ما سيؤدي لازدواجية في السلطة، أدت لخسارة الكنيسة هامش الحرية الذي تمتعت به لصالح القيصر. وإيمانًا منه بالدور الحيوي للدين في سياسات روسيا الداخلية والخارجية، كان الرئيس فلاديمير بوتين، أول رئيس روسي، يقوم بزيارة لمقر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للمؤمنين القدامى، في مايو (أيار) 2017، ودفع باتجاه التسريع بإنهاء الخلافات مع الكنيسة الرسمية.

لعب العامل الديني دورًا أساسيًّا في السياسة الخارجية الروسية منذ مراحل تكوين الإمبراطورية الأولى، ويبدو أن هذا العامل مازال حاضرًا، وهو ما يمكن ملاحظته في الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا، ودعم الولايات المتحدة، وسعي كييف لاستقلال كنيستها عن موسكو، وتشجيع بطريركية القسطنطينية المسكونية على اتخاذ هذا القرار، وهو ما أدى لقطع موسكو علاقتها معها، وزادت معها حدة الانشقاق داخل الأرثوذكسية الشرقية.